09 نوفمبر 2025

تسجيل

بين الحارثي والشثري لا عزاء للمسلمين

06 سبتمبر 2017

كنا نظنُّ أنَّ الـمراهقةَ السياسيةَ بلغتْ أعلى درجاتِ الانحطاطِ الأخلاقيِّ في تغريداتِ صبَّاب القهوةِ: دليم القحطاني، لكننا فوجئنا خلال عيدِ الأضحى الـمباركِ بمشهدينِ لم يكنْ أشدُّ الناسِ عداوةً للمسلمين والعربِ يحلمُ بهما، كان الأولُ قصيدةَ الحارثي، والثاني خطبةَ الشثري. 1) قصيدةُ الحارثي: الـمقدمُ في الجيش السعوديِّ: مشعل الحارثي، هو واحدٌ من عشراتِ آلافِ سواهُ ممن لا عملَ حقيقياً لهم، وإنما يتمرغونَ في النفاقِ لدرجةِ أنهم مستعدونَ، لو أمرَهُم كبارُهم، لاعتبارِ قيامِ الكيانِ الصهيونيِّ تحقيقاً للعدالةِ الإلهيةِ، لذلك لا نلومُـهُم فنفاقُهُم هو مصدرُ رزقِهِم الرئيس. والذي يهمُّنا، نحنُ القطريينَ، أنَّ هذا السلتوحَ ألقى قصيدتَـهُ العاميةَ الركيكةَ في حضورِ خادمِ الحرمينِ، ووليِّ عهدِهِ، ومفتي السعوديةِ وعلمائها وكبارِ أمرائها، والشخصيةِ القطريةِ التي يتوهَّمُ حكَّامُ أبو ظبي وحلفاؤهم السعوديون أنَّهم قادرون على فَرْضِها على بلادِنا. فهذا الحضورُ الذي صفقَ له وهو يتعرَّضُ تلميحاً يكادُ يكونُ تصريحاً لبلادِنا وقيادتِها وشعبِها، هو الـمؤشِّرُ على أنَّ جثةَ الفشلِ الأخلاقيِّ والسياسيِّ لم تُدفَنْ بعدُ، وإنما هي موجودةٌ في نفوسِ (الأشقاءِ)، وبدأتْ تُسَبِّبُ انتفاخاً غازياً نتناً بسببِ تَعَفُّنِها، مما جعلهم يفقدونَ القدرةَ على التفكيرِ السليمِ، فارتفعتْ أصواتُهُم بهذيانِهِم وأحلامِهِم البائسة. ومن الواجبِ علينا تنبيهُهُم بالقولِ إنهم لن يجدوا بيننا خائناً يشترونَهُ بالـمالِ كالسيسي وحِـفتر، فقد أغنى الله نفوسَنا بالإيمانِ، والانتماءِ لقطرَ، والولاءِ لسموِّ الأميرِ. ونتمنى عليهم لو كفوا عن تآمُرِهِم علينا، وانشغلوا بمدِّ يدِ العونِ لأشقائنا الـمسلمينَ الروهينغا، فهذا أمرٌ يستطيعونَـهُ، إذ لا توجدُ مطامعُ لأبو ظبي في بورما فتُشاركُ في قَتلِهِم كما فعلتْ بمسلمي مالي. نقولُ لهؤلاءِ الحاضرينَ، ولقردِهِم الـمرحِ مشعل الحارثي، إنَّ القطريين صقورٌ يقودُها عُقابٌ عربيٌّ أصيلٌ كريمٌ أبيٌّ هو سموُّ الأميرِ الـمفدى الذي تفخرُ به وبأبيه جزيرةُ العربِ وديارُ العروبةِ والإسلامِ. لذلك، نضعُ تحتَ أقدامِ بلادِنا وقائدِها وشعبِها وجوهَ أشباهِ الرجالِ الذين سمحَ لهم كبارُهم بالتطاولِ علينا فأخذوا ينبحونَ من بعيدٍ بعدما أعمى أبصارَهم وبصائرَهم الـمالُ الظبيانيُّ الحرامُ. 2) الشثري وسَعْوَدَةُ الحجِّ: فقد أضافَ الشيخُ سعد الشثري وسيلةً جديدةً للتَّقَـرُّبِ إلى اللهِ تتمثلُ في الدعاءِ لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ ووليِّ عهدِهِ، وكأنَّ الحجَّ مناسبةٌ سعوديةٌ محليةٌ يحضرُها ممثلون رسميونَ غيرُ سعوديينَ، وليس مناسبةً إسلاميةً عالـميةً لا شأنَ لها بما يراهُ القادةُ الذين يحكمونَ دولَنا العربيةَ والإسلاميةَ بمن فيهم قادةُ الـمملكةِ. وإذا كان الحجُّ سلاحاً سياسياً تستخدمُهُ السعوديةُ ضد شعوبٍ بمنعِـها من أدائِـهِ كما فعلتْ مع القطريينَ وأشقائهم الـمقيمين هذا العام، فإنَّ الـمسلمينَ والعربَ تعايشوا طويلاً مع طعناتِـهِ في قلوبِـهِم حتى أَلِـفوها، و لم يعدْ بإمكانِهِم تَخَيُّـلُ الحجِّ دون تسييسٍ سعوديٍّ له، ولكنهم لم يتوقَّعوا أنْ تنتقلَ الـمملكةُ إلى سَعْودتِـهِ بفَرْضِ الدعاءِ لقادتِها تقرُّباً إلى الله. فهذا الأمرُ يُخالفُ العقيدةَ الإسلاميةَ، و فيه احتقارٌ للشعوبِ التي لم يحجَّ أبناؤها لنَيْـلِ رضا السعوديةِ وقيادتِها، وإنما للهِ ربِّ الجميعِ. والتفسيرُ السياسيُّ لهذه السَّقطةِ العقائديةِ يتمثلُ في شعورِ القيادةِ السعوديةِ بأنها باتتْ معزولةً عن الشعوبِ التي ترفضُ مشاركتَها في جريمةِ حصارِ بلادِنا، وتنتقدُ دورَها في دعمِ انقلابِ السيسي، وسياستَها العسكريةَ في اليمنِ، وخذلانَها للشعبِ السوريِّ. لذلك سعتِ لزيادةِ جرعةِ تسييسِ الحجِّ من خلالِ استخدامِـهِ منبراً للترويجِ لها، وغابَ عنها أنَّ الشعوبَ واعيةٌ، مثقفةٌ، مُطَّلعَـةٌ على كلِّ القضايا، ولا تتأثرُ، كبعضِ الجهلةِ، بتغريداتِ دليم وجيش الرعاعِ التويتريين الذين يقودُهم. وكان الأولى بالشثري أنْ يضعَ اللهَ تعالى نَصْبَ عينيهِ في هذه الـمناسبةِ العظيمةِ بدلاً من بيعِ آخرتِـهِ بدنيا سواه كما فعلَ كثيرونَ من علماءِ السعوديةِ الذين خُدِعَ الـمسلمونَ بهم طويلاً. [email protected]