13 سبتمبر 2025

تسجيل

هل جربت أن تكون فخورا بإسلامك؟: نظرية جديدة

06 أغسطس 2023

الفخر من أهم العناصر التي تشكل الشخصية القيادية الإيجابية التي يمكن أن تقوم بدور فاعل في المجتمع، ومن أخطر نتائج الاستعمار الثقافي أنه دفعنا إلى أن نفقد الثقة بأنفسنا وننسى انجازاتنا الحضارية التي يمكن أن نفتخر بها. كما أن الفخر يسهم في تحسين الصحة النفسية للإنسان، ويدفعه لتحقيق أهداف عظيمة، ويزيد قدرته على مواجهة المحن وضغوط الحياة. لذلك يبحث الإنسان دائما عن عناصر تزيد اعتزازه بنفسه، وأهم ما يمكن أن يورثه الإنسان لأبنائه السمعة الطيبة والتاريخ المشرف والانجازات العلمية والمكانة الاجتماعية التي تجعلهم يشعرون بالفخر. والفخر يجعل الإنسان يشعر بشرعية وجوده في الحياة، وأهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به، وهذا يزيد قدرته على التفوق في الدراسة والعمل والتقدم للقيادة في المجتمع. الانبهار بالغرب وانهيار الثقة بالذات الكثير من أنصاف الجهلاء الذين يطلقون على أنفسهم « النخبة « قاموا بدور خطير في التقليل من قدرة الأمة على تحقيق التقدم والحرية والديموقراطية بالادعاء بأننا غير مؤهلين لتحقيق الديموقراطية مثل الشعوب الغربية، وركزوا أبصارهم على الغرب، ومدح محاسنه ؛ فدفعوا الناس الشعور بالخوف من قوة الغرب، والانبهار بتقدمه، وانهيار الثقة بالذات، لذلك تزايد الفخر في مجتمعاتنا بالثراء والممتلكات المادية مما أدى إلى تزايد الطبقية، والبحث عن وسائل لتحقيق الثراء بصرف النظر عن شرعية هذه الوسائل، واستكبار الأغنياء على الفقراء. لذلك تزايد شعور الناس بالاكتئاب والعجز والاحباط واليأس، وساهمت صناعة الدراما في ذلك، فالذين نراهم على شاشات التليفزيون والسينما ليسوا مثلنا، فهم يمتلكون عناصر تشكل لهم فخرا مثل الوسامة والجمال والأناقة والغنى والقدرة على الحديث باللغات الأجنبية.. أما الدراما الغربية فإنها تشكل في نفوس الناس الشعور بحق الرجل الأبيض في السيطرة علينا. الحاجة لمراجعة مناهج التربية في مدارسنا! لذلك فإن بداية تحقيق النهضة والتقدم أن نقوم بمراجعة مناهج التربية في مدارسنا لنعلم الطلاب الفخر.. ولكن بماذا يمكن أن يفخر الإنسان. كان الفخر بالإسلام أهم العوامل التي شكلت قوة 120 ألفا من الصحابة، ومكنتهم من تحرير البشرية من طغيان الامبراطوريتين الفارسية والرومانية وبناء الحضارة الإسلامية العظيمة، وبمراجعة التاريخ سنكتشف أن هذا الفخر بالإسلام كان مصدر السعادة والصحة النفسية، وهو الذي أطلق لخيالهم العنان ليبتكروا، ويحققوا الانجازات العلمية. جرب أن تفخر بإسلامك! لذلك يجب أن تبدأ تجربة جديدة في حياتك هي أن تعلم نفسك: كيف تكون فخورا بإسلامك لتبدأ انطلاقة جديدة في الحياة، ولتبني مستقبلك، وتتقدم للقيادة. كيف تبدأ ؟ الإسلام يعلمك أنك عبد لله وحده، وأنك لا يمكن أن تكون عبدا لسواه، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان حرا وكرمه، وخلق له على الأرض أسباب الحياة الكريمة. اسأل نفسك هل هناك شيء يستحق الفخر به أكثر من ذلك ؟ أدرك القاضي عياض هذا المعني الجميل فقال: ومما زادني شرفاً وتيهاً... وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي... وأن صيرت أحمد لي نبيا ومن الواضح أن مشركي قريش فهموا جيدا معنى الشهادة والايمان بالله وحده، وأن التوحيد يحرر الإنسان من العبودية لغير الله، وبذلك تسقط العبودية للطواغيت، وتتحرر نفس الإنسان وينطلق عقله، وتعلو همته، ويتطلع للمعالي وعظائم الأمور ؛ فيعمل جاهدا للحصول على المعرفة، ويقوم بوظيفته الحضارية في تحرير البشرية من العبودية لغير الله. لذلك حاربوا الإسلام الذي يحقق المساواة في العبودية لله، ويقيم حضارة جديدة على أساس التوحيد، وفي ظل تلك الحضارة يقوم كل مسلم باستخدام مواهبه- التي أنعم الله بها عليه- بدوره التاريخي ووظيفته الحضارية، وينشر المعرفة، ويتقدم للقيادة. وأنت يمكن أن تكرر التجربة عندما يملأ الفخر نفسك بأنك مسلم تحمل رسالة الله الخاتمة للبشرية، لتحررها من العبودية لغير الله.