22 سبتمبر 2025

تسجيل

ارفعوا أيديكم عن أفريقيا

06 أغسطس 2023

تتصاعد المخاوف إثر انقلاب النيجر الذي بدأ يتخذ بعداً أكثر خطورة مع تزايد الاصطفافات الإقليمية والدولية التي تنذر بتعقيد الوضع وإدخال البلاد والقارة الأفريقية في موجة من الاقتتال والدمار تعمق معاناة هذه القارة من الأزمات الاقتصادية والأمنية. ويعد هذا الانقلاب سابع انقلاب عسكري في أقل من ثلاث سنوات في منطقة غرب أفريقيا ووسطها مما يفتح باب صراع النفوذ بين الدول الكبرى التي تسعى إلى السيطرة على أفريقيا وتصفية حساباتها على حساب مصلحة شعوب القارة. مع هذا الانقلاب في النيجر تكون المنطقة قد عرفت خطًّا متصلا من الأنظمة العسكرية، يمتد من النيجر ومالي وتشاد وصولا إلى بوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وتنذر التحركات الدولية والتدخلات الظاهرة والخفية بإطلاق مرحلة جديدة من رسم خارطة تحالفات جديدة ستكون عواقبها كارثية لأن أي تدخل عسكري في النيجر من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة بأسرها. شهدت أفريقيا في السنوات الـ40 الماضية نحو 100 انقلاب عسكري ناجح، وتعد هذه النسبة عالية جداً من الانقلابات مقارنة بعدد دول هذه القارة البالغ 52 دولة، ما يعني أن بعض الدول وقع فيها ثلاثة انقلابات في تلك الفترة، ترتبط هذه الانقلابات في المجمل بمصالح دول أخرى تحرص على عدم الاستقرار في القارة السمراء لخدمة مصالحهم الاقتصادية والجيوسياسية. على المجتمع الدولي الانتباه لمخاطر الانقلابات في أفريقيا ودعم برامج النمو الاقتصادي والتعليم وضمان الأمن والاستقرار في القارة التي تعاني من ويلات الفقر والمجاعة وانعدام الأمن لأنها ستتحول إلى قنبلة موقوتة ستنفجر بموجة من المهاجرين واللاجئين وستكون بؤرة للعنف والإرهاب في حال استمرت الدول الكبرى في نهب خيراتها والعمل على تقسيمها ستكون فاتورة الحرب باهظة جدا.