18 سبتمبر 2025
تسجيلتثبت قطر دائماً ريادتها للدبلوماسية العربية في طرحها ورؤيتها حول القضايا العربية والإسلامية، بما يدعم حقوق الشعوب العربية والإسلامية في الحياة الحرة الكريمة، انطلاقا من مبادئها العربية والإسلامية وما يتسق مع القوانين الدولية والأممية. وقد جاءت تصريحات سعادة الدكتور خالد العطية وزير الخارجية، في هذا الإطار، في بيان رؤية الدولة حول القضايا الملحة التي تجتاح المنطقة العربية في هذه الآونة، من الاتفاق النووي مع إيران، الى ملف الثورة السورية، وصولاً إلى الموقف الثابت في دعم الجمهورية التركية، إلى غيرها من القضايا الملحة. لقد عكست تصريحات وزير الخارجية حكمة السياسة القطرية القائمة على الحوار، حيث جاءت الدعوة لفتح حوار جدي مع إيران في ضوء الاتفاق النووي بين طهران ودول مجموعة الست؛ لطرح كل ما يساور دولنا العربية والخليجية خاصة من قلق لمحاولة إيجاد حلول للمشكلة، وأن الأهم في كل هذا هو الالتزام بتطبيق بنود الاتفاق النووي. أما بشأن الموقف من الملف السوري فقد حدد وزير الخارجية موقف قطر الثابت والواضح بشأن دعم الدولة الدائم للثورة السورية وكذلك دعم مساعي الحلول التي يتبناها الشعب حيث شدد على أن أي حل لابد أن يحظى بدعم الشعب السوري نفسه، داعيا إلى توحيد جهد المعارضة لإنجاح ثورة وطنهم. وقد عبّرت تصريحات العطية عن سياسة الدولة تجاه اليمن الشقيق ووحدته وضرورة إزالة الانقلاب وكل ما ترتب عليه وعودة الحوثيين من حيث أتوا؛ باعتبارها أحد ركائز السياسة القطرية الخارجية الداعمة للثورات العربية وحق الشعوب في اختيار حكامها ديمقراطيا.وقد كان موقف الوزير واضحاً لا لبس إزاء ما صدر عن الجامعة العربية بشأن الجمهورية التركية والذي تجاهل الدور التركي في إيواء وإغاثة الشعب السوري، مؤكداً وقوف قطر حكومة وشعبا مع تركيا الشقيقة، ومُعبّراً في الوقت عن استياء الدولة من عدم التشاور حول بيان الجامعة. إن ما تضمنته تصريحات الدكتور العطية لخصت بشكل دقيق الرؤية القطرية لاستقرار وأمن المنطقة، انطلاقا من سياسة الدولة الثابتة والقائمة على اعتماد منهج الحوار، والوسطية، وتحقيق العدالة الناجزة للشعوب العربية والإسلامية بل وللعالم أجمع.