16 سبتمبر 2025
تسجيلسحبت إسرائيل أمس آخر جندي من قواتها في قطاع غزة وبدأت هدنة مدتها 72 ساعة كخطوة أولى تجاه مفاوضات بشأن اتفاق شامل لانهاء العدوان الذي استمر لأكثر من شهر، بعد أن وافق الوفد الفلسطيني في القاهرة على هذه الهدنة بالشروط الفلسطينية، كما صرح بذلك لـ "الشرق" السيد اسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس". هذه الهدنة، بلا شك وفي أي توصيف لأي مراقب، هي هدنة بطعم النصر للمقاومة، وبكل معاني الهزيمة لاسرائيل. هي هدنة بطعم النصر كذلك، لأنها جاءت دون أن تحقق اسرائيل أيا من أهدافها المعلنة، فلا هي تمكنت من وقف صواريخ المقاومة التي قصفت عشر مدن اسرائيلية في ثوان قليلة من بدء سريان الهدنة، ولاهي تمكنت من القضاء على شبكة أنفاق غزة التي تحولت إلى قنابل موقوتة راح أغلب قتلى الجيش الاسرائيلي في كمائن على أفواهها، واسرائيل إن كانت قد نجحت في شيء فقد نجحت في شيء واحد، هو تشويه صورتها أمام المجتمع الدولي، ووصمها "مجرمة حرب" باتفاق جميع المنظمات والهيئات الدولية.العدوان الاسرائيلي الذي استهدف غزة لأكثر من شهر، بلغت حصيلته 1875 شهيدا وفقا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية، وهو رقم قياسي مقارنة بأعداد الضحايا في العمليات العسكرية الاسرائيلية الدامية والاجرامية، بما فيها عملية الرصاص المصبوب، إلا أن ذلك أيضا لم يضعف من معنويات المقاومة ولا من بسالتها في دحر هذا العدوان، وقد أكدت "كتائب القسام" أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي ما زالت مستمرة، "ولن تنتهي حتى يذعن لكافة حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة".القضية الفلسطينية لم تكن في وضع معقد أكثر من اليوم، والصراع مع الاحتلال لا يهدأ على جبهة حتى ينفجر على جبهة أخرى، والجبهة المتوقعة انفجارها بعد جبهة غزة، ستكون جبهة الأقصى، حيث اندلعت امس مواجهات عنيفة في باحة المسجد المبارك بين شبان فلسطينيين وشرطة الاحتلال الاسرائيلية جراء زيارة لوزير الاسكان الاسرائيلي اليميني المتطرف اوري اريئيل للحرم القدسي، تذكر بالزيارة المشؤومة لشارون، وهي الزيارة التي فجرت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فهل ننتظر اشتعال "الانتفاضة الثالثة" حتى يكتمل النصر الفلسطيني على الاحتلال اليهودي؟.