11 سبتمبر 2025

تسجيل

تقبل الله منا ومنكم

06 يوليو 2016

العيد يوم من أيام الله المشهودة، ولا يأتي إلا بعد طاعة وقربة، يفتتح بالتكبير، كما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فعن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين، قالا: نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام. وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: "كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى" قال وكيع يعني التكبير.. ولفظه كما ثبت عن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة أنه كان يقول: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد".الله أكبر قولوها بلا وجل * * * وزينوا القلب من مغزى معانيهابها ستعلو على أفق الزمان لنا * * * رايات عز نسينا كيف نفديهاالله أكبر ما أحلى النداء بها * * * كأنه الري في الأرواح يحييهاإنه العيد يوم الفرح والسرور، يوم البهجة والسعادة التي أعقبت العبادة، يقول ابن عابدين: "سمّي العيد بهذا الاسم لأنّ لله تعالى فيه عوائد الإحسان، أي: أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل عام، منها: الفطر بعد المنع عن الطعام، وصدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي وغير ذلك، ولأنّ العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحبور غالبًا بسبب ذلك".ويستحب في هذا اليوم: الاغتسال والتطيب والتزين: فعن نافع أنّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهم كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى. وثبت أنّ ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل في هذين اليومين. وقال ابن رشد: "أجمع العلماء على استحسان الغسل لصلاة العيدين".كذلك يستحب الأكل قبل الخروج إلى الفطر، وأن تكون على تمرات، كما هو هديُ النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته من بعده. فعن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترًا. أخرجه البخاري عن أنس رضي الله عنه.وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "إن استطعتم أن لا يغدو أحدكم يوم الفطر حتى يطعم فليفعل). كذلك كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مخالفة الطريق في الذهاب عن الإياب. ذكر ذلك البخاري في صحيحه.ويحرم صوم يوم العيد لحديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر، ويوم النحر.كذلك يستحب التهنئة، فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد، يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك. قال الإمام أحمد: إسناده جيد.وهذا القول يزرع الود في قلوب الناس، ولعل من بعض علل مخالفة النبي طريقه إلى المصلى حتى يستطيع المسلم تهنئة أكبر عدد من المسلمين.كذلك يستحب زيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم.. ومع أن صلة الأرحام أمر مستحب مندوب إليه في كل حال إلا أنه يتأكد في مثل هذا اليوم، وهو عاجل بشرى المؤمن من النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ. أخرجه البخاري.وكذلك يستحب مراعاة اليتامى والفقراء والمنكوبين وإدخال السرور عليهم، قال تعالى: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)" سورة الضحى.وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله، صلى الله عليه وسلم: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلاً.أخرجه البخاري.وقد كان الصحابة يتعهدون اليتامى ويحرصون على معاملتهم أفضل من معاملة أبنائهم،تقربا إلى الله والتماس الأجر منه.