10 سبتمبر 2025
تسجيلاستمرت ميادين مصر باحتضان ملايين المصريين الذين خرجوا للتعبير عن مواقفهم واتجاهاتهم السياسية وممارسة حرياتهم في التعبير وابداء الرأي وتأكيد مواقفهم السياسية وتطلعاتهم نحو الافضل .. الجانب الاول من ملايين المصريين مارس الحريات بالخروج للتعبير عن الحقوق العامة والمطالبة بما يريدونه مناسبا في مجالات الحياة العامة والسياسية انطلاقا من مشروعية الثورة التي بذل المصريون في سبيلها الدماء والارواح وكل ما يمكنهم ان يقدموه في 25 يناير والتي يعتقدون انها اختطفت وان مختطفيها لم يحققوا الامال المنوطة بها والتي كان يرجونها منها. هذا ماتعيشه مصر منذ اسبوع على هذا الجانب على الميادين والمدن وبالملاييين .. اخرجوا الرئيس محمد مرسي وعزلوه واعادوا الحريات وممارساتهم الحقيقية كما يرونها .. وبالمقابل ومن الجانب الاخر خرجت ملايين اخرى وفي ساحات وميادين اخرى تطالب باعادة الرئيس المخلوع وبالحوار بعد ذلك انطلاقا من شرعية يرونها في كونه رئيسا منتخبا من الشعب باغلبيته وبانه لم يعط الفرصة الكافية لاثبات نجاحه من فشله كما يرون .. هكذا تعيش ارض الكنانة منذ اسبوع ويعيش معها العالم باكمله بين مؤيد ومختلف .. بين داعم ومهنئ ومستنكر الديموقراطية توسعت من ارض الكنانة لتشمل الارض العربية باكملها فكل العرب اصبحوا اليوم يمارسون ادوارهم في مايجري على ارض مصر تراهم تارة مع الجانب الاول وتارة مع الجانب الاخر والكل يتمنى ان تبقى مصر معافاة من كل الشرور والا يراق على ارضها قطرة دم واحدة بسبب الممارسة الديموقراطية او باسم هذا الممارسة الديموقراطية . ان ما تشهده ارض الكنانة منذ ايام وما شهدته امس بالتحديد يؤكد ان الديموقراطية التي سعى اليها الشعب المصري منذ انطلاق ثورته في يناير لايمكنها ان تسير بقدم واحدة بل لابد لها من السير بقدمين اثنتين. ومعركة الديموقراطية التي خاضها الشعب المصري بملايينه في الساحات والميادين انما كان تعبيرا صادقا وعاكسا حقيقيا للديموقراطية التي اراد المصريون ان يسيرون عليها .. الملايين تهتف بشعارات وملايين اخرى تهتف بشعارات مغايرة تماما والكل يستمتع بحماية حقه في هذا التعبير الى ان يتمكن حكماء الطرفين من وضع المخارج الحقيقية التي تضمن للغالبية العظمى ماتريده وهذا ليس بالامر السهل اطلاقا فالديموقراطية لايمكن ابدا ان تعيش وتترعرع بقدم واحدة بل لابد لها من قدمين اثنتين لتسير عليهما وتحقق غايتها. حمى الله مصر والمصريين مما يتمناه لهم الاعداء بألا تقودهم الساحات والميادين الى مواجهات بالايدي والسلاح بدلا من الراي والراي الاخر.. وليتمتعوا بالحياة الديموقراطية الحقة ..