12 سبتمبر 2025

تسجيل

من جديد ما الذي خرجنا به هذا العام؟

06 يوليو 2012

مازال الوعد يُلزمنا بضرورة التحدث عن موضوع الحصيلة التي يخرج بها المعلم من العام الدراسي بنهايته، وهو الذي تطرقنا إليه الأسبوع الماضي، وامتد بنا حتى هذا الأسبوع؛ نظراً لعمقه وكبر حجمه الذي يتطلب منا صفحات أكثر، ومساحات أكبر؛ كي نعبر عن الموضوع بما يليق به، ونسمح من خلاله للمعلم بالتعبيرعن نفسه بنفسه، فهذا الأخير هو من كرس كل جهوده طوال العام الدراسي؛ لخدمة الطالب بتعليمه وتثقيفه وتربيته قبل كل شيء، وعليه فهو من يستحق وجود من يقدره ويقدم له ما يعبر به عن ذلك، فالتقدير هو ما يجعله يمتص كل ما قد عاناه طوال العام الدراسي وبكل حب؛ لأنه يبث في قلبه رسالة مفادها (أن المجتمع يقدر جهوده، ويفتخر بها؛ لأنها هادفة وتسعى إلى صقل الغد من أجل الغد)، وهي تلك الرسالة التي ستجعله يثق بطاقاته وبكل ما يملكه في جعبته للأجيال القادمة التي تنتظره كل عام، إن خرج من العام الدراسي الحالي بحصيلة تعينه على ذلك، وتؤكد له بأنه مازال بخير. لقد خرجت صفحتنا (الزاوية الثالثة) بكثير من الرسائل التي عبرت عن معاناة المعلم الذي يبحث عن حصيلة طيبة؛ ليخرج بها من العام الدراسي، ولكن كل ما حدث أنه قد فاز بحصيلة لا تحمل له من التقدير شيئاً، بل تجبره على حملها معه نحو عطلته الصيفية أياً كانت؛ لتعبث به وبرأسه حتى موعد العام الدراسي التالي، الذي سيقتحمه حتى من قبل أن يُحسن من وضعه أو أن يتعافى مما تعرض له في العام الدراسي الماضي. إن ما يمر به المعلم من مواقف خلال الأيام الأخيرة من العام الدراسي لا يعادل ما سبق وأن مر به طوال العام، وفي الحين ذاته فإن ذلك لا يعني أنه لا يلهتم تفكيره، فالمعلم في هذه اللحظات الأخيرة من العام في حالة محاسبة يُراجع، ويُحاسب، ويُقيم فيها نفسه وكل ما مر عليه؛ ليُفرغ ما في قلبه، ويخوض مرحلة جديدة، ولكن وحسبما وردنا من خلال رسائل مجموعة من المعلمين، نعتقد بأن الأمر يحتاج لجملة من الحلول التي يمكن بأن تحافظ على نفسية المعلم، ولا يجدر بتلك الحلول أن تنطبق عليه فحسب، بل على كل موظف، وكل إنسان أياً كان دوره في الحياة، فما يهم هو أن يحتل منها حيزاً يخصه، يقدم فيه ويعطي كل ما يملكه؛ تلبية لدوره الذي يقوم به، وهو ما يؤهله للفوز بتلك الحلول، التي تطهر القلب، وتعمل على تصفية الذهن؛ لتبدأ عملية التفكير والتخطيط بأمور جديدة ذات فائدة أكثر، وقيمة أكبر. لربما تختلف الحلول، وتتفاوت درجة نجاحها من شخص لآخر، ولكن يبقى الحل الأفضل؛ لتصفية الذهن ومن قبله القلب بالمواجهة وتفريغ ما بالنفوس منذ البداية، ودون السماح لأي موقف بالتراكم حتى نتفادى لحظة الانهيار Breaking point التي ستُفجر ما في الأعماق؛ لتٌخرج كل مشاعرها المضطربة والمكتومة، تلك التي ستزيد من تعاسة اللحظة أكثر، دون أن تقدم لنا ما نحتاجه. عزيزي القارئ الحياة مدرسة كبيرة تعطينا الكثير من الدروس، وكل ما نمر به من ظروف ومواقف يعبر عن تلك الدروس، ويؤكد قيمتها في قلوبنا، وما يهم بأن ندركه ونعلمه جيداً هو أن تخطي المراحل لبلوغ مراحل جديدة يجعلنا بحاجة ماسة؛ لتفريغ القلب مما يؤثر عليه سلباً لحظة بلحظة؛ كي نُغذيه بما سيعود عليه بما يُصلحه وينفعه. وأخيراً فإن صفحة الزاوية الثالثة، هي الزاوية التي خُصصت لكل من يحتاج لفرصة يُعبر فيها عن ذاته، وعن كل مشكلة يعاني منها دون أن يجد المساحة التي توفر له ذلك، وهي تلك الحقيقة التي لطالما كررتها؛ كي يدرك كل من يحتاج إلى التعبير عن ذاته بأننا هنا من أجله، ومن أجل التعرف على ما يريد تسليط الضوء عليه بنية تقديم المساعدة له حسبما نستطيع فعله وتقديمه له إن شاء الله لنا ذلك.