11 سبتمبر 2025
تسجيلمن أصعب الأشياء التي تُسبب معاناة شديدة للإنسان هو ضيق ذات اليد التي قد تحوله من إنسان سوي إلى مخلوق آخر لا يستطيع أحد أن يتكهن بأفعاله مصاب بأكثر الحالات النفسية تعقيداً والتي تجعله حاد الطباع دائماً وتجعله سرحانا منفصلا عن الواقع مصابا بحالات مرضية، فلقد انعكست حالته النفسية على أعضائه المختلفة ولربما أحدثت بها خللا دائما أو مؤقتا يزول بعد أن تتحسن أموره المادية التي كانت سبباً في ما يعانيه، فمثلاً عندما تصله رسالة تُفيد بإيداع الراتب في حسابه وخاصةً إذا كان الراتب يتيما كما يُقال مقطوعا من شجرة ليس له أخوة وصاحبه ليس له دخل آخر وتتواتر عليه رسائل الخصومات من كل حدب وصوب، والراتب يتضاءل بسببها بسرعة وليس رويداً رويداً حتى يصاب بالهزال الشديد وتبرز ضلوعه ويتهاوى ويخر صريعاً وهو ما زال في أول الشهر والمشوار الذي ينتظره ما زال طويلاً يظل بعد ذلك صاحبه في دوامة من التفكير كان الله في عونه، حتى في ظل بعض الرواتب والتي تكون أرقامها عالية عندما تنظر إليها ولكن تسونامي الغلاء الفاحش يجعل منها مجرد أرقام عديمة الجدوى! فكثير من الدول لا تُلقي لهذه المشكلة بالا ولربما تعتقد بأنهم يبالغون وخاصة عندما تراهم يركبون السيارات الفارهة ويسكنون الفلل ويتنافسون في شراء الأرقام الخاصة ويكتتبون في أي شركة تُطرح أسهمها في البورصات؟! ولكن هذا التصور قد يكون فيه شيء من الصحة بالنسبة للأثرياء أو من لهم رواتب عدة قد تكون مثنى وثلاث ورُباع وليست مثل من يعاني راتبه من الوحدة ولا تنهال عليه البدلات من كثرة السفرات القريبات والبعيدات أو من مجالس الإدارات مكمن الخيرات، اللهم لا حسد! وقد يزيد الطين بِلة بهذه السنين في دول كثيرة منفتحة النفسية لفرض مزيد من الرسوم على المواطنين، فبعض المسؤولين لا يُحسن زيادة دخل الجهة التي يرأسها إلا من جيب المواطن؟ فهذه الأشياء تراها من أسهل الطرق لكي يُثبت وجوده بأنه حريص على مصلحة الوطن دون التفكير بطرق أُخرى أو تقديم شيء مميز يعود على الجميع بالنفع ويستحق أخذ رسوم عليه، ومن ناحية أُخرى قد يُقدم الذي يُعاني من ضيق ذات اليد لا سمح الله على ارتكاب أفعال تضر الوطن والمواطن يكون ضررها لربما بعيد المدى ما كاد ليفعلها لولا الحاجة قاتلها الله فهي تذهب بالعقول ! وآخر الكلام، الله جل جلاله واهب النعم جعل للكثير من الدول ولربما جميعها ثروات فوق الأرض وفي باطنها وكذلك في بحارها حتى في سمائها ثروات كثيرة وكذلك جعل البشر في القوانين الوضعية التي عناوينها المصلحة العامة مصدر دخل كبير للدول قد لا تستطيع فئات مجتمعية على مواجهتها.