16 سبتمبر 2025
تسجيلقد يغلبنا الملل من تلك التفاصيل الصغيرة التي نعيشها مع كل يوم جديد يطل علينا ونأمل بأن يحمل لنا في جعبته الكثير من المفاجآت، التي وللأسف لا ندركها بتاتاً فينتهي بنا الأمر ونحن نتعامل مع ذات التفاصيل التي نصبح ومع مرور الوقت أكثر قدرة على ادارتها ودون تكلف، وما لا ندركه من هذا كله، أو ما يغيب عنا في هذا الموقف هو أن تكرار تلك التفاصيل يكون لسبب عظيم يُبيح لنا حق التعرف على ما نكون عليه، وما يمكن بأن نكون عليه في المستقبل، حيث ان تكرار ذات الموقف يتطلب منا وفي كل مرة معالجته ومن زاوية جديدة ستخرج لنا بمخرجات جديدة تختلف تماماً عن كل ما سبق، وهو ما لا يدركه سواه من يدرك حاجته للتغيير، ويدرك أن السبيل الى ذلك هو تغيير طريقة المعالجة، والبحث الجدي عن الجديد الذي يمكن بأن يُحول كل ما سبق له وأن اعتاد عليه الى جديد لم يكن ليدركه وبسهولة، وهو ما سيجعله وفي نهاية المطاف يسرح ويمرح في أرض النجاح كما يحلو له، في حين أن الأمر يبدو مُملاً وخانقاً لكل من يقبل بما هو عليه ويُقبل عليه دون أن يُحاول بذل محاولات بسيطة تُمكنه من استخراج الجديد من كل ما هو ماثل أمامه حتى وان سبق له وأن تعامل معه، وهو ما سيجعله يشعر بثقل اللحظات والدقائق التي ستكون خفيفة على غيره ممن يحب اكتشاف كل ما يمر عليه حتى وان سبق له وأن تعامل معه من قبل في حين أنه لن يتمكن من ذلك.لقد بدأت كلماتي هذا اليوم بما أشعر بأننا نحتاج الى خوضه بين الحين والآخر، خاصة وحين يتعلق الأمر بحياتنا وما نفعله فيها، فالمعروف أننا نعيش الكثير من المواقف وبشكل يومي يفرض علينا الكثير من التكرار الذي قد نمله، ولكننا نُجبر عليه؛ لاستمرار عجلة الحياة بالدوران، وهو ما يمكن بأن نقوم به ونحن أكثر سعادة، أو ونحن نشعر بتعاسة الدنيا وقد حطت علينا بأقدامها البشعة، التي تجبرنا على فعل ما نقوم بفعله ونحن لا نرغب به بتاتاً، والحق أنه ما يكون منا بحسب ما نقع عليه باختيارنا، فالأمر وبرغم تلك المقدمات التي قادته الينا الا أنه يصل لمرحلة نهائية يضع فيها الخيارات المُتاحة على الطاولة؛ لنأخذ منها ما يحلو لنا، ونترك الآخر، فتصبح العملية من بعدها مسألة شخصية، تعتمد على الأهواء الشخصية فحسب، ويبقى السؤال الذي سيفرد عضلاته؛ ليفرض نفسه علينا هو: ما الذي سيقع اختيارك عليه حين يتعلق الأمر بتلك المهام التي يتوجب عليك مواجهتها وبشكل يومي وبصفة شخصية؟ وهل ستميل نحو الخيار الأول أم الثاني؟لاشك بأن الخروج باجابة جيدة يحتاج منا الدخول على أرض ثابتة تُتيح لنا حق التفكير السليم الذي لا يخالطه أي شيء مما يمكن بأن يعكره فيؤثر علينا بشكل سيؤثر على قرارنا المُتخذ، وهو ما يمكننا القيام به من تلك اللحظة التي سندرك فيها حاجتنا الى اتخاذ القرار المناسب، الذي ستسهل من بعده الحياة، فان توجه نحو التمسك بخيار مواجهة الحياة بتفاصيلها المُتكررة ولكن بعد اضفاء لمسات جديدة على نمط المعالجة فلاشك بأنه من سيربح الكثير بقدر ما سيدرك عن نفسه في كل مرة يطل فيها صباح جديد يحمل له كل جديد سيختلف بشكل لن يدرك معه ما كانت عليه الأمور وان كانت هي ذاتها، ولكن وان قبل بالتمسك بخيار مواجهة الحياة وكأن الأمس ابن اليوم والغد فلاشك بأنه سيشعر بالملل، والاختناق ولن يتمكن من ادراك جمال الحياة وروعتها كما فعل غيره، وهو ما سيجعلنا نشعر بالأسف عليه بقدر ما سيفعل مع نفسه بنفسه، فهل هذا ما تتمناه لنفسك؟حين تستيقظ كل صباح يجدر بك ادراك الآتي: ما كان من الأمس فهو للأمس، وما يكون منك لهذا اليوم فهو لهذا اليوم، وما سيكون للمستقبل فهو له أيضاً؛ لذا فلتحرص على أن تعيش تفاصيل كل يوم كما يجدر بها بأن تكون؛ لتدرك قيمة حياتك وما تملكه فيها، ولتفعل ذلك في كل مرة وكأنك تعيش تفاصيله ولأول مرة ولاشك بأنك ستنجح وستفلح باذن الله تعالى. وأخيراً (فلتنعم بصباح بحلاوة قطعة السكر، التي تدركها جيداً ولكنك تحرص على أن تتذوقها في كل مرة).