10 سبتمبر 2025
تسجيلبعد أن شتمه وعامله بسوء، يقول عامل الصالون (الحلاق) هذا الشخص ليس بـ قطري!، وكانت هذه المقولة من عامل لرسوخ صفة القطريين الأولين واحترامهم للغير دون النظر إلى جنسية أو ديانة في ذاكرته، وهذا ما جعله يذكر هذه المقولة مع التأكيد أننا لا نعني أن غير القطري عديم بالخلق، ولكن هذا التصرف الفردي يعود على صاحبه فقط. فقد تربت الأجيال الأولى والمتتابعة في قطر على حسن الخلق وحسن التعامل ووفق تربية منزلية أساس نشأتها من الدين الإسلامي وتعاملاته ما بين الخلق. ولهذا وإلى يومنا هذا نعجب كمجتمع محافظ على دينه وعاداته وتقاليده عند رؤيتنا أن هناك عملاً غير سوي من بعض الأشخاص في أي مجال كان، إخلال وظيفي، تجاوز قانوني، اعتداء وغيرها من الأمور الشاذة عن المجتمع، والتي تعد تلك الشؤون صدمة للمجتمع. بالطبع ليسوا بمعصومين والخطأ يقع للجميع قطرياً كان أم لم يكن، وتبقى العصمة للأنبياء ولكن نحن نستشعر ببدء فقدان أمر ما يميز هذا المجتمع. فالقصة مشابهة في شأن محافظة الشعب القطري على الزي التقليدي في كل المناسبات والحياة اليومية، ونجد تلك المحافظة في ارتداء الأبناء من حداثة سنهم للثوب والغترة والعقال، وهذا أمرٌ يدعو للفخر، وبالمقابل بدأنا نستشعر فقدان نسبة قليلة من المجتمع لامتيازنا الأهم وهي في تلك المتغيرات السلبية الحاصلة للصفة القطرية المعروفة من الأخلاق وحسن التعامل والأمانة. وبرأي شخصي أرى أن الانفتاح السلبي قد يكون عاملاً أساسياً ساعد على ذلك ولو بشكل جزئي، وقد تكون مواقع التواصل الاجتماعي "الثقب الأسود" الذي يبتلع القيم، وذلك من بعض ناشري تسجيلات بمفهوم الانفتاح الخاطئ. وعرض أن الحياة هي مجرد حياة احتياج للمال وبعيدة عن القيم الأدبية والأخلاقية، وهذا ما تبين من اتِباع الكذب والخداع في شؤون كثيرة في حياتهم تحت ذريعة الذكاء في التسويق!، فأصبحت المجتمعات متفردة باحثة عن المادة، فقل التواصل والتراحم وبهتت العلاقات الإنسانية وطغت العلاقات المالية على علاقات الأشخاص وتقدير واحترام الإنسان على ما يملك!. السفير بمفهومه العالمي هو من يمثل الدولة في علاقاتها الدبلوماسية، وهناك السفير الشخصي الأهم وهو ما نتحدث به دائماً أن المواطن سفير بلده داخلياً وخارجياً وهو ما يرسخ الانطباع عن صفة هذا الشعب وكرمه وتعامله للشعوب الأُخرى. هذه السطور لا تدعو للإحباط بقدر ما هي تكشف عن الألم الذي يشعر به كل قطري يصادف موقفاً أو فعلاً سلبياً من أخيه المواطن الآخر. ويبقى السواد الأعظم من القطريين محافظين على عاداتهم وتقاليدهم النابعة من التزامهم بأخلاق الدين الإسلامي والذي تناقلوه بشكل عملي التطبيق من أجداد وآباء وإلى الجيل الحالي وهو ما رآه العالم كله من ضيوف كأس العالم في حسن تعامل القطريين وكرمهم. أخيراً واجب على كل مواطن مع أبنائه غرس تلك البذرة التي تميز بها القطريون مُنذ القدم من أصالة وخلق ومعاملة مع الجميع لتُثمر هذه البذرة في الأبناء جيلا خلف جيل ويبقى هذا الشعب باباً رئيسياً في ضرب الأمثال للشعوب الأُخرى في كل ما هو حسن.