العدوان على الأقصى خط أحمر

جاءت الخطوة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وتخريبه، والاعتداء على المصلين فيه، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين، وإجلاء المعتكفين في المصلى القبلي، وفرض قيود على أبواب المسجد ومنع دخول الفلسطينيين، امتدادا للتصعيد الخطير والتعدي السافر على الأماكن المقدسة، الذي تقوم به حكومة الكيان الاسرائيلي اليمينية المتطرفة. لقد تجاوزت الحكومة اليمينية المتطرفة للكيان الاسرائيلي الخط الأحمر بعد استباحتها للحرم القدسي والعدوان الإجرامي والوحشي على القبلة الأولى للمسلمين وعلى المصلين، والامعان في استفزاز مشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم، ضاربة عرض الحائط بالمبادئ والأعراف الدولية التي تؤكد على احترام المقدسات الدينية، وكذلك الاستمرار في انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية. هذه الممارسات الاسرائيلية الاجرامية تنذر بالمزيد من التصعيد وتمثل اتجاها خطيرا تتحمل إسرائيل مسؤولية كافة تبعاته، كونها تفتح الباب أمام تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة، وهي تقوض جهود إحياء عملية السلام المتعثرة والجهود المبذولة للحيلولة دون تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم في المنطقة، والذي رأى العالم بوادره من خلال القصف المتبادل بالصواريخ والغارات الجوية بين المقاومة الفلسطينية والسلطات الاسرائيلية التي تتجاهل مسؤولياتها وفقا للقانون الدولي كدولة احتلال يقع على عاتقها مسؤولية رعاية حقوق المصلين، التي كفلتها كافة المواثيق الدولية والإنسانية وعدم المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة. إن المجتمع الدولي مطالب اليوم ليس بالادانات والتصريحات بل باتخاذ موقف حازم لحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية، وإلزام إسرائيل باحترام قرارات الشرعية الدولية، والتوقف فورا عن إجراءاتها لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس، والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.