22 سبتمبر 2025
تسجيلتواجه ليبيا خطر الانزلاق مجدداً في هوة الفوضى والانفلات الأمني، وهو ما حذرت منه قطر، والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش، فالهجوم الذي يشنه الانقلابي اللواء خليفة حفتر المدعوم من الإمارات ودول الحصار،على طرابلس، من شأنه ان يشعل حربا اهلية في ليبيا، حيث يتبدى دور أبوظبي المشبوه، ضمن مخططها لدعم الثورات المضادة لإعادة منظومة الحكم القديمة وتنصيب قذافي جديد في ليبيا، وللسيطرة على النفط، ولعل أبرز اهدافها هو نسف الملتقى الوطني الجامع الذي دعت إليه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برئاسة غسان سلامة بمدينة غدامس في الجنوب. من الضرورة بمكان أن يتحرك مجلس الأمن، واتخاذ التدابير اللازمة بموجب الفصل السابع ومعاقبة الاطراف التي تغذي الحرب والانقسام، حيث لم تعد دعوات ضبط النفس كافية، على نحو الموقف الهزيل لجامعة الدول العربية، ببيانها الضعيف والمقتضب في ظل التصعيد العسكري ومخطط الانقلابي حفتر الذي تدعمه الامارات وتحرّكه وتسهر على نجاحه مصر والسعودية وهذا ما سيؤدي إلى حمام دم جديد. التحشيد العسكري بدعم الإمارات ودول الحصار، ينسف ملتقى الحوار الوطني، الذي كان من المقرر انعقاده منتصف الشهر الجاري، من أجل الانتقال إلى الحكم المدني: تحديد تاريخ الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ووضع معالم مرحلة ربما يخشى اللواء المتقاعد حفتر ألا يجد فيها منصبا يلبي مشروعه العسكري. وفي المحصلة، ليس هناك حل عسكري في ليبيا، فالأجدى أن يكثف العالم الجهود لتجنيب ليبيا خطر حرب أهلية مدمرة تؤثر على الأمن والسلم الدوليين.