13 سبتمبر 2025
تسجيللا يعرف مدى صحة التسريبات، التي نقلت عن دبلوماسي في مجلس الأمن، أن الإدارة الأمريكية قد أبلغت بعض الدول العربية، توصلها إلى تفاهمات مع روسيا حول مستقبل الوضع السياسي السوري، وأن من ضمن هذه التفاهمات رحيل رئيس النظام السوري إلى "دولة أخرى" لم يسمّها. وسرعان ما جاءت التصريحات التي تنفي من جانب آخر من أطراف مختلفة، فهل الأخبار المتداولة صحيحة وهي بحاجة إلى مجرد وقت لكي تدخل حيز التنفيذ ويرحل الديكتاتور إلى الأبد عن المشهد إلى جهنم وبئس المصير، أم مجرد بالون اختبار وتصريحات خالية جوفاء ومضيعة للوقت واستمرار لتدوير الأزمة وكسب الوقت للمزيد من الدمار على الأراضي السورية! هذه اللعبة السمجة مللنا منها وكان الثمن في المضي بها مكلفا جدا وباهظا ولا يزال كذلك.إن موقف الرئيس الديكتاتوري في سوريا يبدو في هيئته الخارجية صامدا مع دخول الأزمة عامها السادس، ومرتزقته يحققون تقدما بعد الغطاء الجوي الروسي، الذي لم يصمد في النهاية وغادر الساحة، مع التراجع الكبير في دعم المعارضة ماليا وعسكريا، مع توتر دولي كبير في العلاقات ما بين الولايات المتحدة وموسكو والاتحاد الأوروبي وموقف دول الخليج. ما يميز الموقف الخليجي والسعودي في مقدمته إصراره على رحيل الأسد دون رجعة، فهو ليس له مكان في أي عملية سياسية لا حالية ولا مستقبلية، ولا مساومة مع من تلطخت أيديهم بالدماء والقتل. الاسد ونظامه هو حصيلة كل هذه الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الجميع، ولا فرق بينه وبين داعش التي تذبح بدماء باردة في الطرف الآخر من المعادلة، الحرب على الإرهاب وأعوانه لن تنجح إلا بالقضاء على مسبباته، ورحيل النظام وشبيحته ووقف البراميل المتفجرة ومواجهة المرتزقة والمليشيات الطائفية المسلحة هي في مقدمه هذه الأسباب. رحيل الأسد سيمهد للمرحلة التالية في تشكيل حكومة توافقية وانتقالية تمهد للعملية الديمقراطية، وإطلاق الانتخابات، وقيام البرلمان، وبناء مؤسسات الدولة، وإعادة الإعمار. وبقاؤه معناه استمرار الأزمة وتداعياتها إلى سنة أخرى حزينة قادمة!