15 سبتمبر 2025
تسجيلمع حلول الذكرى العشرين للإبادة الجماعية في رواندا، حيث اسفرت المجازر التي ارتكبها نظام قبائل الهوتو عام 1994 ضد التوتسي عن مقتل 800 ألف شخص على الأقل غالبيتهم من التوتسي، تعود هذه الذكرى وشبح المجازر هذه المرة يخيم على افريقيا الوسطى، حيث يتعرض المسلمون الى ما يشبه حملات الابادة الجماعية في الوقت الذي لا تزال فيه استجابة المجتمع الدولي والعالم الاسلامي اقل قدرا مما ينبغي.ورغم وجود القوات الفرنسية وقوات الاتحاد الافريقي، فقد قتل المئات من المسلمين وفر مئات الآلاف طلبا للنجاة الى دول الجوار في تشاد والكاميرون والسودان، حيث يعيشيون أوضاعا مأساوية في الاماكن التي نزحوا اليها.لقد دعا الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد لقائه شيخ حمودي رئيس بعثة إفريقيا الوسطى بالدوحة امس واطلاعه على الاوضاع هناك، الى حماية المسلمين في افريقيا الوسطى ووقف الاعتداءات المستمرة التى يواجهونها. كما حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي زار امس العاصمة بانغي، زعماء إفريقيا الوسطى إلى منع حصول "إبادة" جديدة في إفريقيا، في اشارة الى ما حدث في رواندا.ان الاوضاع الانسانية الكارثية التي يواجهها المسلمون في افريقيا الوسطى داخل وخارج بلادهم تستوجب وقفة جادة من العالم الاسلامي من خلال حكوماته ومنظماته وتحركا عاجلا على مستويين الاول العمل السياسي الى جانب المجتمع الدولي والاتحاد الافريقي لضمان وقف الاعتداءات التي تستهدف المسلمين هناك والتأكد من توفير الحماية اللازمة لهم.. والشق الثاني يتعلق بالجانب الانساني وكيفية التعامل مع أزمة اللاجئين في دول الجوار والنازحين داخل البلاد من خلال استنفار كافة المنظمات الخيرية والانسانية العاملة في هذا المجال للقيام بواجبها في تقديم يد المساعدة وتوفير الاحتياجات اللازمة للفارين من حملات الابادة.ان مبادرة مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" للبدء باطلاق حملة في هذا الاطار، هي خطوة في الطريق الصحيح ينبغي ان تتوسع وتتكامل معها كل الجهود الاخرى الممكنة لتقديم العون للمنكوبين في افريقيا الوسطى.