16 سبتمبر 2025

تسجيل

مناشدة لدعم المرأة القطرية في مجال الإعلام

06 مارس 2024

وصلتني دعوة كريمة من المركز الإعلامي القطري لحضور ندوة بعنوان (المرأة والإعلام.. قصص وتجارب)، وهذا المركز شهد نشاطاً كبيراً في الآونة الأخيرة تحت إشراف الإعلامية القديرة إيمان الكعبي، بالإضافة إلى هذه الندوة التي يشارك فيها عدد من النخبة في الإعلام المحلي والإقليمي قرأنا الكثير عن الأنشطة التدريبية والتثقيفية للمركز واهتمامه بالمرأة القطرية وتفعيل دورها الإعلامي، وتحقيق أهداف المركز التي أنشئ من أجلها كما أن تبعيته لوزارة الثقافة تمنحه المزيد من الحرية في التوسع في نشاطاته الثقافية والإعلامية في ظل تطور وسائل الإعلام وانتشار صفحات التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول إليها من أي مكان مما أتاح الفرصة العظيمة للمرأة القطرية ولوج المجال الإعلامي للاتي لا يرغبن في الظهور العلني وغايتهن فقط توصيل رأيهن بالقلم والكتابة كوسيلة لممارسة العمل الإعلامي. ● مكانة المرأة القطرية في خريطة الإعلام المرأة القطرية حقّقت إنجازات مذهلة في مختلف القطاعات ووصلت إلى مناصب عليا، وهناك تشجيع كبير من الدولة للصحفيات وحوافز وفرص صحفية متعددة ينبغي استغلالها واستثمارها وعدم الاكتفاء بكتابة المقالات فقط، لتصل إلى مراكز القيادة، كما يجب علينا نحن القطريات الاهتمام بممارسة مهنة الصحافة وتشجيع بعضنا البعض على النزول لميدان العمل الصحفي ومناقشة قضايا النساء ومتطلباتهن المجتمعية، والبحث عن النواقص من الخدمات المقدمة للمرأة القطرية، لأن النساء أدرى بطبيعتهن، ولا ينبغي أن تختصر مشاركات الكاتبات والصحفيات القطريات على مقالات الرأي والخواطر والقصص القصيرة فقط، ويجب أن تتعدى مهمة الصحفية القطرية إلى التحقيقات الميدانية والقصص الخبرية والتصريحات وعرض القضايا والآراء عن طريق الاستطلاعات الصحفية، وقد يساعد انتشار وسائل التواصل على الإبداع، ونجاح المرأة القطرية في المجالات الإعلامية الأخرى في التلفزيون والإذاعة وغرف التحرير والرصد الإعلامي، يمنحها رصيدا لشق طريقها نحو التميز في عالم الصحافة الميدانية، ويقودها مستقبلا لتولي مناصب قيادية في المؤسسات الصحفية، وهذا ما تحقق بالفعل في اعتلاء المرأة لمناصب إعلامية مرموقة استحقتها بكل جدارة وكفاءة، وما حققته المرأة القطرية الإعلامية من إنجازات في الميدان الإعلامي جعل دولة قطر تتصدر دول المنطقة في مؤشرات تمكين المرأة بما فيها أعلى معدل لمشاركتها في القوة العاملة بالإضافة إلى أعلى نسبة لالتحاقهن بالجامعات. ● تشكيل فرع اتحاد إعلاميات قطر بالرغم من هذه الإنجازات التي حققتها المرأة القطرية الإعلامية والحضور النسائي في ميدان الإعلام، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود تحديات تواجه المرأة القطرية على هذا الصعيد، وهي تحديات تتعلق بمحدودية حضورها في المراكز القيادية للمؤسسات الصحفية، والعمل الصحفي الميداني، الذي أناشد من هنا زميلاتي الإعلاميات بالدخول فيه بقوة لتكتمل الحلقة المفقودة في بروز المرأة في الإعلام، ومن هنا أناشد المركز القطري الإعلامي باقتراح إنشاء فرع نسائي في شكل اتحاد إعلاميات قطر تحت إشراف المركز ليكون هذا الكيان ممثلا للإعلاميات في المجتمع القطري للتباحث والتشاور في المعوقات والتحديات التي تواجههن وإيجاد الحلول اللازمة لها لزيادة فعالية المرأة ودورها في التعبير عن آرائهن وخبراتهن التي اكتسبنها من خلال تجاربهن الإعلامية والصحفية، وفي السابق كانت الصحف القطرية تشارك الإعلاميات والإعلاميين في بعض الفعاليات والمؤتمرات الإقليمية والدولية بصفتهم كتاب أعمدة لديها وكان لهذه المشاركات الأثر الفعال في تحفيزنا وتشجيعنا للاستمرار في هذا المجال، وكم نتمنى أن يقوم المركز بهذا الدور في ثقل وتأهيل تجارب المرأة القطرية في مجال الإعلام، وتطور هذه المواهب يصب في منفعة المجتمع المحلي لأنهن الأكثر قدرة على التعبير عن قضايا الأسر والمجتمع. ● كسرة أخيرة التحديات التي كانت تواجه المرأة القطرية في مجال الإعلام بدأت تقل وتتلاشى وقد كانت العادات والتقاليد على رأسها، ثم غياب التشجيع وحتى ظروف العمل الصحفي التي قد لا تتسق مع طبيعة المرأة، والتي كانت تعاني منها في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وتشير الإحصاءات إلى تنامي أعداد القطريات الملتحقات بقسم الإعلام بجامعة قطر، إذ وصل إلى نحو 360 طالبة خلال العام 2018- 2019، بنسبة تزيد على 53 بالمائة عن العام الأكاديمي 2014- 2015. وبإجمالي وصل إلى ما يزيد على 1500 طالبة خلال الخمس سنوات الأخيرة، وهذا النمو المطرد يبشر بمستقبل إعلامي زاهر للمرأة القطرية التي تعتبر من أهم مرتكزات توعية المجتمعات وتثقيفها، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.