مساعدة أقل البلدان نمواً مسؤولية أخلاقية

عكست مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، والمنعقد تحت شعار «من الإمكانات إلى الازدهار»، بحضور 22 من ملوك ورؤساء الدول إلى جانب عدد من رؤساء الحكومات، الأهمية البالغة والأولوية القصوى التي توليها دولة قطر لهذا المؤتمر ولبرنامج عمل الدوحة باعتباره أساسا لخريطة الطريق لدعم ومواجهة مشكلات أقل الدول نموا في العقد المقبل. ولعل انعقاد هذا المؤتمر، في ظل التحديات الخطيرة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن الناجمة عن النزاعات الدولية الجديدة، وأزمة الأمن الغذائي العالمي وظاهرة تغير المناخ، واستمرار بعض آثار جائحة كوفيد 19، يفرض الكثير من المسؤولية على المجتمع الدولي وخصوصا الدول الغنية والمتقدمة لإظهار ارادة حقيقية في مساعدة أقل الدول نموا بغية التغلب على التحديات العالمية، ودعم الجهود لإيجاد حلول ناجعة ومستدامة في الطريق لبناء عالم جديد أكثر أمانا وعدلا وحرية. لقد كانت الرسالة الأبرز في خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الذي تم انتخابه رئيسا لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، هي اعلاء قيمة المسؤولية الأخلاقية التي تحتم على الجميع مساعدة أقل البلدان نمواً، والدعوة للمزيد من التعاون والتضامن الإنساني الدولي باعتبارها السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الجسيمة والمعوقات البنيوية غير المسبوقة التي تعصف بالعالم. إن معاناة مئات الملايين في البلدان الأقل نموا من الفقر ونقص الغذاء والرعاية الصحية والتعليم، هي قضية الجميع، ومعالجة هذا الوضع الظالم وتقليص الفجوة بين الدول المتطورة والدول الأقل نموا وايجاد حلول جذرية هي مهمة ومسؤولية جماعية وتشاركية بين الدول كافة، وواجب انساني وأخلاقي قبل ذلك.