11 سبتمبر 2025
تسجيللطالما استخدم البشر أسماء وبعضاً من صفات المخلوقات الأخرى في وصفهم وأخذوا من الأسد القوة والشجاعة ومن الذئب أخذوا اسمه كذلك الأسد والنمر والسرعة والجمال من الخيل والمها والريم وجمال العيون والرشاقة. وأكثر من استفاد منهم الشعراء وطبعا مع بعض المبالغات وكان للغيد الحسان نصيب الأسد من الوصف وحتى الثور والتيس أصبحوا مضرب مثل لتصرفات بعض بني البشر السيئة منها حتى ابن أوى لم يسلم من ذلك نظراً لما اشتهر به من مكر وخداع وخسة ونذالة. وقد قال أحد الشعراء وهو يرثي ابنه ذيب (يا ذيب أنا بوصيك لا تآكل الذيب /كم ليلة عشاك عقب المجاعة) هذا البيت من قصيدة جميلة جزلة قالها أحد الشعراء ويُقال قالها في ابنه الذي كان فارساً شجاعا ويُدعى ذيب بعد أن قُتل وهو ذاهب للصيد. وما دمنا نحن نتكلم عن الذيب ففي هذا الزمن لم يعد للذئب وافي الخصال مكان فيه والذي كانت تأكل من موائده الثعالب ذات الطباع الخسيسة التي كانت تعيش على الجيف ذات الروائح النتنة. ولكن يُقال بأن الحال تغير وتبدل وتوارى كثير من الذئاب وانطفأت نارهم ولم يعد لهم مكان، فالحصاني أصحاب المكر والخداع والخباثة أخذت أماكنهم. والذئب الذي كان لا يجوع ويأكل الكثيرون من اللئام على موائده أصبح اليوم كما قيل الذيب جائع وشبعانة حصانيها فالحصاني للأسف تسيدت وأصبح لها شأن كبير بعد أن كانت مضربا لكل مثل سيئ. بينما الذئب لا يجد له مكانا، إما أن تفترسه الوحدة فاضي عمل أو مركون في مكان حاله حال قطعة الأثاث التي يجلس عليها أو مصاب بحالات نفسية وقهر وهو يرى الحصاني أي الثعالب في كل مكان تلبس ثوبا ليس ثوبها وتسرح وتمرح وتأمر وتنهي بل أصبحت تتجرأ على الذئاب وتطردها. لكن يبقى أن قول ما كل ذيب ذيب.