13 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا يا هذا

06 مارس 2012

الكثيرون ممَن يقومون بأعمال الخير لا يريدون من الناس جزاءً أو شكورا، إنما يرجون المثوبة الكبرى من الله عز وجل لكي يَعبروا الصراط المستقيم بكل يُسر ولا يحتاجون لعمل دعاية لأنفسهم يشوبها الرياء والنفاق، حتى أعمال الخير وجِد مَن يتسلق أكتافها ويُسخِّر منابرها المختلفة لتحقيق مكاسب شخصية ووجدوا مجموعة ممن يكذبون على أنفسهم يشاطرونهم هذا التوجه يُطبلون لهم!!، وكم من الناس له أعمال جليلة وبصمات كبيرة في المجتمع في الداخل وفي الخارج وقد تكون أعماله الخيِّرة، التي قام بها، بحجم الجبال التي سوف تُظله في يوم هوله شديد وعظيم، فهذا الإنسان الخيِّر تجده يتوارى عن الأنظار وعن أضواء الشهرة في الدنيا - مع العلم أن بعضاً من أعمال الخير يحتاج للإفصاح عنه لكي يقتدى به - فلا تعلم شماله ماذا أنفقت يمينه وإذا تطوع لفعل الخير لأحد ما فلا يعلم به إلا الله، وليس ممَن ينشر غسيل الناس، فأمثال هؤلاء قليلون في هذا الزمان الذي أصبح الكثيرون ينطبق عليه ما انطبق على الثعلب عندما خرج يوماً في ثياب الواعظين فأصبحوا ممثلين بارعين يتغيرون حسب المصالح والأهواء!!!، فلا مانع لدى البعض أن يرتدي كل ثوب ويلبس كل قناع ويخفي وجهه الحقيقي ويُمرِّغ أنفه في تراب النفاق أو أنه الغيور الوحيد على مصلحة الوطن أو أبنائه أو هو الفاهم الوحيد في هذا المجال أو ذاك وخاصة في المجالات التي يكثر عنها الحديث هذه الأيام؟؟!!، والكل يُلقي فيها باللوم على الآخر والكل يصطاد فيها في الماء العكر فسفنها التي أبحرت لا هي وصلت بر الأمان ولا رجعت إلى موانيها، والكل منح نفسه صفة الرُبان يتصيد أخطاء الآخرين وكأن البشر ملائكة لا يخطئون، فإذا كثرت النواخذة طبع المركب، فلا مصلحة وطن ولا مواطن إنما نفسي نفسي. والبعض بعد أن تحول إلى مسحوق غسيل يزيل البقع التي تصعب على المساحيق العادية ويُلمع الوجوه يعني بياع كلام، الذي يفصِّله على مقاس المسئولين يقول كلاما ويضّمر كلاما آخر!، وعندما يمدح نفسه ويسبغ الأهمية عليها ويعطي لها حجما أكبر من حجمها الذي يعرفه الجميع فكما يقولون مادح نفسه كذاب!، وآخر الكلام في الإسلام حسب ما قاله الرسول صلى عليه وسلم لا يستطيع إنسيّ أو جنّي أو اجتمعوا جميعا لكي يضروا أو ينفعوا مخلوقا لا يستطيعون إلا بشيء قد قسمه رب العالمين له فإذا قال هذا الكلام الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى مثلنا بني البشر وليس كلام الفقير إلى لله فلماذا نكذب ولماذا ننافق ولماذا لا نقوم بأعمالنا بكل صدق وأمانه؟؟!! فنحن نتقاضى على ذلك أجرا ونحن نعلم بأن الله أحلَّ لعنته على الكاذبين. [email protected]