17 سبتمبر 2025
تسجيلرغم أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» ظلت تواجه تحديا وجوديا مستمرا، سواء من جهة المعاناة المتواصلة من النقص المزمن في التمويل الطوعي الكافي من الدول الأعضاء، أو من مخططات سلطات الاحتلال لتصفية الوكالة الدولية التي تعمل على تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين منذ 1948، إلاّ أنها ظلت ومنذ إنشائها تقدم الخدمات الأساسية والاحتياجات الحيوية لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، وهي المسؤولية التي تضاعفت أكثر من أي وقت مضى في ظل الوضع الإنساني الكارثي الحالي الذي يمر به السكان في قطاع غزة، نتيجة للعدوان الإسرائيلي. ولعل القرارات الاخيرة التي اتخذتها عدة دول غربية بوقف تمويلاتها للوكالة التي تعتبر شريان حياة حيوي لملايين الشعب الفلسطيني، تمثل، في ظل الوضع الانساني الكارثي في قطاع غزة، توجها يعرض حياة مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين للخطر، وهو إجراء لا يمكن وصفه سوى أنه عقاب جماعي لشعب بأكمله. لقد جاء استقبال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، امس، سعادة السيد فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا، ليمثل إشارة لتقدير دولة قطر لدور الوكالة في تقديم المساعدات للملايين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، وتأكيدا على مواصلة قطر دعمها للوكالة، حيث حذر معالي رئيس الوزراء من التداعيات الكارثية لوقف تمويل الوكالة، داعيا إلى الفصل بين الوكالة كمؤسسة أممية ذات قيم وتقاليد راسخة، وبين الادعاءات التي طالت عددا من موظفيها الذين يخضعون للتحقيق. إن دولة قطر التي ضاعفت حجم تعهداتها للوكالة، في السنوات الأخيرة، انطلاقا من تقديرها للدور المهم للأونروا، لن تدخر أي جهد لدعم برامجها ومشاريعها، بما يسهم في تلبية الاحتياجات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين.