10 سبتمبر 2025

تسجيل

رأي مشروع

06 فبراير 2023

الدولة جزاها الله خيرا على كل ما وفرته للمواطن والمقيم، وبرغم كل هذا الصرف الكبير إلا أن الكثير يلجأ مثلاً لعلاج أسنانه في العيادات الخاصة، فلا أحد يستطيع الصبر على ألم الأسنان وقائمة المواعيد طويلة. وقد تتساقط أسنانك والموعد لم يحن بعد وقد أكل عليها السوس وشرب ووصل إلى العصب والالتهابات والقيح وزاد الألم بِله ويتطلب علاجه فترة ليست بقصيرة. ونحن نعلم أن العلاج في العيادات الخاصة مرتفع التكلفة وتزيد أسعاره يوما بعد يوم ولا تتوقف عند حد معين، فعلاج سن متسوس مع العصب لمدة عشر دقائق بثلاثة الآف ريال هذا مع الرأفة. وأكثر من يستخدم العلاج الخاص هم المواطنون، أما مقاعد الأطباء في العيادات الحكومية فانظروا لمن يشغلها وحتى لا اتَّهَم بالعنصرية لن أقول ذلك. وتحضرني حكاية حدثت قبل فترة بسيطة، والله على ما أقوله شهيد في ذلك ذهب أحدهم بابنه الطالب إلى الطوارئ يشتكي من ناسور موجع، أجلكم الله، ويشكل له معاناة نظراً لموقعه الحساس وبعد الكشف عليه وإجراء اللازم قيل لهم سوف يتواصل معكم قسم الجراحة العامة لترتيب موعد للعملية ولكن لم يتصل أحد بينما الطالب يعاني وذهبوا مرة أخرى وأُخرى وقيل لهم نفس الكلام ولم يتصل أحد مما دعاهم للذهاب إلى إحدى العيادات الخاصة وتم إجراء العملية له باستخدام الليزر مقابل مبلغ خمسة عشر ألف ريال، طبعاً هذا المبلغ غير بسيط. وكما أسلفت ربي لك الحمد على كل شيء وفرته الدولة لنا، لكن أين الخطأ؟؟ وأذكر موضوعا آخر لاستغلال المستشفيات الخاصة للمرضى فهل يُعقل إجراء منظار للقولون الذي يستغرق دقائق معدودات بمبلغ عشرة آلاف ريال؟! أليس هذا بكثير علما بأنه منذ بضع سنوات كان لا يتعدى ألفين ريال؟! كذلك عيادات التجميل والهوس الذي حدث في مجالها فأصبح الكثيرون يعبث في وجهه بداعٍ أو بدون ولن أطيل في ذلك فحَدِّث ولا حرج بعد أن أصبحت شغل الناس الشاغل نساء وبعض الرجال يطيلون النظر في المرآة وإلى الممثلين والممثلات الذين يخرجون علينا بين فترة وأخرى بوجوه جديدة، لدرجة أن البعض منهم لا يستطيع الكلام بصورة جيدة بسبب المط ونحت الأجسام وسحتها فكم يُكلف تقليد هؤلاء فالأطباء في العيادات يتقاضون مبالغ كبيرة جدا لدرجة أن بعضهم أصبح مليارديرا اللهم لا حسد. ولو أن عيادات حكومية لمثل هذا الغرض حتى ولو تقاضت رسوما مقابل هذه الخدمة لا شك بأنها سوف تكون أسعارها في متناول الجميع، فهي من جهة تفيد وتستفيد وتحد من استغلال المرضى بهذه الأسعار المبالغ فيها، هذا إذا ما علمنا أن المواد المستخدمة ليست بتلك الأسعار العالية التي أصبحت أغلى من الذهب. وآخر الكلام لا أعتقد أن هناك بلدا مثل قطر يصرف على الصحة العامة للمجتمع لا بالداخل ولا في الخارج لكن المهم جدا أن يكون المواطن هو المستفيد الأول من هذه الخدمات الراقية والتي يقال بأنها تذهب للغير..