28 أكتوبر 2025

تسجيل

حوارات

06 فبراير 2017

لقد كتب لي عدد من القراء في مناسبات عديدة، أنهم يبدون استغرابهم من الحوار الذي يدور بالفصحى داخل نصوصي، بين شخصيات بسيطة وقد لا تكون متعلمة لتتحدث بهذه الطلاقة، وكانوا يضربون مثلا في الغالب بشخصية مثل: على جرجار في “العطر الفرنسي”، أو آدم نظر وجبروتي في “مهر الصياح”، وشخصية أبو زيد زيتون، الصحراوي البسيط الذي تبرع للمغني بكليته، في رواية “زحف النمل”..كان القراء يقولون إنهم يفضلون لو كنت استنطقت تلك الشخصيات بطبيعتها، وجعلتها تتحدث باللغة المحكية التي تستخدمها في أماكنها بشكل يومي، ولن تكون ثمة لهجة غيرها، حتى لو نقلت إلى نصوص فنية.أتفق مع أولئك القراء أن الأمر يبدو فعلا خارجا عن المألوف، وفي الواقع لا يمكن أن يتحدث “زيتون” أو غيره من تلك الشخصيات هكذا، لكنها ضرورات الكتابة كما ذكرت، وأن النص ليظل نصا منتشرا وقابلا لقراءته في المغرب والجزائر مثلا، يجب أن يكون هكذا.. بالمقابل كقارئ، أستطيع التفاعل مع نصوص المغرب والجزائر أكثر، لو كتبت بطريقة وسيطة، أستطيع فهمها.كل صاحب لهجة محلية غير مستخدمة على نطاق واسع، يعي صعوبتها على غيره، ولذلك نرى الأفلام المغاربية، التي يتحدث أبطالها بلهجاتهم، توجد عليها ترجمة بالفصحى، هنا ليس ثمة غرابة في الأمر، ولكن مساعدة من صناع الفيلم في إدخال المشاهد الغريب، في جوه، وأيضا مساهمة في انتشاره، لأنه لم يصنع أصلا ليشاهده المغرب العربي فقط، وإنما جميع من يعشق السينما ويستمتع بما تنتجه.بالنسبة لتجربتي الكتابية، فمن حسن الحظ أنني أكتب سردا في الغالب، ولا ترد الحوارات كثيرا، وإن وردت، فهي مقاطع قصيرة فقط، لتبيين موقف ما، لا يمكن كتابته سرديا.على أنني أستخدم العامية أحيانا، وذلك حين أكتب قصائد تراثية داخل الروايات، أو أغنيات يرددها الجميع في مناسبات متعددة، وقمت بكتابة أغنيات المغني أحمد ذهب كلها بـاللهجة العامية، في زحف النمل.