28 أكتوبر 2025
تسجيلكل ما تُمسك به يد العادي والمألوف تنتقل إليه العدوى فيصبح عادياً ومألوفاً أيضاً، وبقدر ما سنرى ذلك من حولنا بقدر ما سنشعر بأننا لا نملك جديداً؛ لنقدمه ونتقدم به، وكي نتجنب فداحة ما سيكون متى تفاقم الوضع فلابد وأن نهرع إلى ابتكار جملة من الحلول، التي يمكنها انقاذ الموقف قبل أن يتدهور، وكي نفعل فنحن بحاجة ماسة إلى غرس الإبداع في كافة مجالات الحياة، (الإبداع) الذي سيُصيب المألوف بالدهشة للجديد الذي سيتملكه، فهو هذا ما نريده في حياتنا، ونحتاج في سبيل تحقيقه إلى الابتكار، الذي نستطيع من خلاله الوصول إلى ذات الأهداف، ولكن بشكل جديد في كل مرة.دائماً وحين أفكر بطرح أي موضوع من خلال صفحتي الأسبوعية فإن كل ما يشغلني هو تسليط الضوء على ما يؤثر علينا، ويأخذ حيزاً لا يُستهان به من حياتنا، ولكن ولانشغالنا بأمور نعتقد بأنها أكبر وأهم فإننا نميل إلى الابتعاد عنه حتى يتراكم (وللأسف الشديد)على بعضه؛ ليصبح غولاً سيعترض طريقنا ولن نتمكن من تجاوزه إلا أن بادرنا بفعل ما سيُجنبنا ذلك، وما أتحدث عنه هو تخصيص ما يكفي من الوقت؛ للتفكير بهذه الأمور — التي حسبنا بأنها بسيطة — ومعالجتها كما يجب؛ للخروج بما نريده كما نريد، وبالنسبة لموضوع اليوم وهو (الإبداع وما يتطلبه من ابتكار لابد وأن يكون)، فإن الاهتمام به؛ لتحقيقه في سبيل الفوز بما نريده يعتمد على ما سألخصه ويستحق من الجميع تطبيقه وعلى رأس القائمة (أنت) والحديث موجه لكل من يعتقد بأن البقاء في ذات الصندوق سيجنبه الوقوع في الخطأ:— حين تشعر بأنك تعيش ذات المواقف، وأن المشاهد ذاتها تتكرر معك، فتأكد أنك في صندوق يعزلك عن العالم، وكي تخرج منه فأنت بحاجة للتعرف على ذاتك من جديد، وإحياء ما كان بينكما من قبل، وإلا فإنك لن تتمكن من الخروج أبداً.— لا تقطع صلتك بالعالم؛ لذا وإن وصلتك دعوة للخروج فقم بتلبيتها؛ لأنها وبكل تأكيد تحمل لك فرصة جديدة لربما لم تتعرف إليها من قبل.— ابحث عن حبل يسمح لك بفرصة الانتقال من مرحلة لأخرى وتمسك به؛ كي تتمكن معه من إيجاد فرصة مناسبة تساعدك على رؤية ما يحدث خارج الصندوق، فتتخذ القرار المناسب بشأن الخطوة اللاحقة التي تستحق بأن تكون.— تذكر أن تحسين علاقتك بالعالم يحتاج إلى تحسين علاقتك بذاتك، وهذه الأخيرة لا تحتاج سواه التقدير؛ لذا قدر ما تمتلكه، وطوره أكثر؛ كي تعزز من قيمته، التي وإن قللت منها فستقلل من قيمتك، وبالتالي لن تحظى بعلاقة طيبة قادرة على ربطك بالآخرين.وأخيراًإن المرور بكل ما قد سبق والأخذ به وبشكلٍ جدي سيساعدنا وبشكل عملي على الخروج من الصندوق، الذي يجمعنا فيه دون أن يسمح لنا بإخراج كل ما نمتلكه للعالم، الذي يستحق معرفة ما نتمتع به، وهو كل ما ستضيع معه فرص تحسين حياتنا للأفضل، وجعلها مكاناً سنفتخر كوننا منه، ومما لاشك فيه أنه ما لن نسعى إليه بتاتاً، ولأننا لا نريد ذلك فعلاً، فإن توفير الجديد الذي سندركه من خلال الإبداعات التي سنبتكرها هو ما سيكون منا وبإذن الله تعالى، وهو ما سيكون من خلال التمسك بما يستحق منا ذلك، والالتزام به.من همسات الزاويةكي تُعبر عن ذاتك كما يجب فلابد وأن تجرب شيئاً جديداً، وتفكر بشكل مخالف سيُظهرك كما لم تتوقع، أي بإبداع ستطل به؛ ليُبهر كل من يحيط بك، ويُجبره على محاكاة ما قد كان منك، ويكفي بأن تكون أنت أول من سيفوز بحق ابتكار ما قد حققته ووصلت إليه.