12 سبتمبر 2025

تسجيل

لولا فراق القوس لم تصب

06 فبراير 2014

لعل معظمنا بقدر حبنا لبلدنا ولأوطاننا بقدر ما تضيق نفوسنا من ضغوط العمل وروتين الحياة الممل وأحداث الحياة المتسلسلة التي تجعل من أيامنا متشابهة يكاد أمسها يطابق يومها وغدها لا يختلف عن يومها وهكذا. نشعر أحياناً بأن عقولنا قد توقفت عن الإبداع وحتى عن التفكير، وروتين الحياة قد أضاف لأعمارنا أعماراً أخرى، ونجد أنفسنا غير قادرين على متابعة ذلك الروتين وتلك الأعمال التي حولتنا إلى ما يشبه الآلات التي لا تتوقف عن الدوران إلا حين تطفأ بيد أحدهم.حينها نفضل أن نهرب ولو لأيام قليلة لنعيد نشاطنا ونعيد شحن أجسادنا وأرواحنا فنحمل حقائبنا ونسافر باحثين عن أماكن جديدة ووجوه جديدة وأجواء جديدة تعيد إلينا ما فقدناه في دوامة العمل والمسؤوليات الطاحنة.وكم تحدث الشعراء والحكماء عن فوائد السفر ومزاياه التي يختلف تأثيرها من أحدنا للآخر، فمنا من يخلق السفر فيه روحاً للإبداع ويكون بمثابة الوحي الملهم له، ومنا من يجعل من سفره فوائد تحقق له مكاسب يسعى لتحقيقها، ومنا من يسافر ليعيد تقريب المسافات بينه وبين من يرافقه في سفره لأن البعض تأخذه الحياة وفجأة يفتح عينيه ليجد أن المسافات قد زادت بينه وبين من يعز عليه، ولكن حين يسافر معهم يعيد ترتيب تلك العلاقة ويخلق ذكريات جديدة تجمع بينهم وأياما جميلة تعيد الحياة لسابق عهدها..وفوائد كثيرة لاتعد ولاتحصى وصدق القائل:سافر تجد عوضاً عمن تفارقه وانصب تلاقي العيش في النصبإني وجدت ركود الماء يفســـــــده إن سال طاب وإن لم يجر لم يطبوالأسد لولا فراق الغاب ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم يصـــب