18 سبتمبر 2025

تسجيل

أينَ أنيابُ الفهودِ يا إدارةَ الغَرَّافَـة؟

06 فبراير 2014

بعد أنْ كانت مواجهةُ الغرافةِ هماً ثقيلاً، ونتيجتُها محسومةً لصالحه، صارَ من الـمعتادِ أنْ يخسرَ بثلاثةِ أو خمسةِ أهدافٍ، أو يرتفع مستواه ليحققَ التعادلَ أحياناً، وأصبحَ يحتلُّ مركزاً جيداً بين بعضِ أنديتنا التي لا إنجازَ حقيقياً لها إلا زيادة تآكُـلِ قواعدِها الجماهيريةِ، والحديث عن أمجادٍ مضتْ. لم تستفدْ الإدارةُ من فترة الانتقالات الشتوية لتُحدثَ تغييراً في تركيبة الفريق، أو لتَضُـخَّ دماءً جديدةً فيه من لاعبين مواطنين ومحترفين أجانب ذوي مستوى عالٍ يستطيعون إحداثَ الفارقِ وانتشاله من الحالة الـمأساوية التي وصلَ إليها. ورغم ذلك، لم تجد الإدارةُ إلا الـمُدرِّبَ تُـقَـدِّمُـهُ كسببٍ رئيسٍ للإخفاقات، وتراجع الـمستوى الفني، وتواضُـعِ النتائج، فَـأقالتْـهُ، ولم نسمع تصريحاً واحداً يُلَـمِّـحُ مجردَ تلميح لوجود خطةٍ تستندُ إلى معالجةِ الأسباب الحقيقية للمشكلة. فالفريق لا يعاني خللاً في خطِّ لَـعِـبٍ واحدٍ، ولا ضعفاً في آخر، وإنما من ضعفٍ عامٍّ في جميع الخطوط. وهو ليس نفس الفريق الذي عرفناه، لِـما قبل خمس سنوات، وكان يتميزُ بجملِـهِ التكتيكيةِ الهجوميةِ، وروحِـهِ القتاليةِ، والإبداعِ في الأداءِ لدرجة أنَّ جمهورَهُ كان يحييه ويشجعُـهُ بتشبيهِ لعبِـهِ بالسامبا البرازيلية .إدارةُ الغرافةِ مسؤولةٌ عَـمَّا وصلَ إليه الفريقُ. ونتساءلُ عن أدائها لدورها في إنقاذِهِ وإعدادِ لاعبيه، طوال مرحلة التراجع منذ ثلاث سنوات. ونؤكِّـدُ أنَّ الهروبَ للأمام، والقفزَ فوق الواقعِ الـمريرِ وتجاهلَـهُ ليس حلاً. فالفريق بحاجةٍ لتغييرٍ جذريٍّ، لأنَّ أيَّ مدربٍ مهما كان محترفاً في مجالِ عملِـهِ لن يكون بمقدوره تغيير الـمَسارِ إذا لم يكن في فريقِـهِ لاعبون مُتَـمَـيِّـزون في كفاءاتهم ومهاراتهم يستطيع بهم صُنعَ الفارقِ.أمرٌ مُفجِـعٌ كروياً أن نتحدثَ عن الخسارةِ الثقيلةِ بنتيجة 3 - 0 أمام لخويا، أمسِ الأولِ، إلا أنَّه يصبحُ مأساةً عندما نأخذُ في مناقشتِـهِ وتبريرِه وكأننا لا نتحدث عن نادٍ ارتبط اسمُـهُ بالبطولاتِ الـمحليةِ، وحملَ اسمَ البلادِ، رافعاً رايتها، في مشاركاتِـهِ الخارجية. كلمةٌ أخيرةٌ : عندما يُرادُ للدواءِ أنْ يُـؤتيَ نتائجَ طيبةً، لابدَّ من تحديد العِـلَّـةِ وتسميةِ الـمَـرضِ بدقة.