25 سبتمبر 2025

تسجيل

الإدانات وحدها.. لا تكفي

06 يناير 2023

لم تعد الإدانات الخجولة التي تصدر على استحياء من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ازاء جرائم وانتهاكات اسرائيل للقوانين والمواثيق الدولية والقرارات الصادرة من مجلس الأمن تكفي، فقد بدأت الحكومة الاسرائيلية الجديدة اليمينية المتطرفة ولايتها برسالة تحمل مؤشرات واضحة للمدى الذي قد تصل إليه في تحدي المجتمع الدولي وفي العبث بالحقوق الفلسطينية الثابتة ومحاولة تغيير الأوضاع التاريخية بالقدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، وكذلك بالأمن والاستقرار في المنطقة، حيث باتت الاوضاع اليوم على شفا الانفجار، بعدما أقدم وزير الأمن القومي الاسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى في استفزاز لمشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم. لقد أججت هذه الخطوة المزيد من مشاعر الغضب لدى الشعوب العربية والاسلامية، خصوصا في ظل التصعيد الاسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني بكل أشكاله، من اعدامات ميدانية، حيث استشهد 4 فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال خلال خمسة أيام فقط، بجانب اقتحام البلدات والقرى والاعتقالات والهدم والتشريد والتوسع الاستيطاني والاعتداء المتواصل على المقدسات، إذ جدد المستوطنون امس، اقتحامهم للمسجد الأقصى، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال. كما نظم مستوطنون، بحماية جيش الاحتلال، مسيرة استفزازية في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف، رددوا خلالها هتافات عنصرية، فضلا عن اعتداء مستوطنَين مدفوعين بالتعصب الديني والكراهية، على شواهد قبور داخل المقبرة البروتستانتية، خلال احتفالات رأس السنة الجديدة. إن التوجهات المتطرفة لحكومة الاحتلال اليمينية تدفع باتجاه التصعيد واستفزاز المقاومة الفلسطينية لتأجيج العنف واستغلال اشتعال الاوضاع لتمرير تشريعات متطرفة، وتقويض أي فرص للسلام واعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. إن مجلس الامن والدول الغربية وفي مقدمتها امريكا تحتاج الى المزيد من العمل لاستعادة ثقة الفلسطينيين والشعوب العربية والاسلامية في التزامها بالقانون الدولي، وذلك باتخاذ مواقف جدية لوقف التصعيد والإجراءات الإسرائيلية الأحادية الاستفزازية، ومحاسبة اسرائيل على انتهاكاتها وجرائمها ووضع حد لإفلاتها المستمر من العقاب.