30 أكتوبر 2025
تسجيلوسط الاقتتال الداخلى العراقى الذى تشهده محافظة الانبار، والذى يدفع البلاد باتجاه ابواب الجحيم، وبينما تنطلق مبادرات وطنية خالصة من داخل العراق لانقاذ الوطن من محنته؛ جاءت بالامس تصريحات مسمومة من طهران تلوح بالتدخل عسكريا فى العراق لتزيد الطين بلة.. فعندما يعلن مساعد الشؤون اللوجستية للاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية العميد محمد حجازي بالامس استعداد إيران لتقديم الدعم للعراق من حيث الاستشارات أو المعدات فى حربه الحالية؛ فان مثل هذا القول لا يعنى سوى انه رغبة فى توسيع التدخل الايرانى فى العراق؛ وازكاء لنيران الحرب هناك.. وكأن حكام طهران ومعهم مقاتلو حزب الله لم يكفهم تدخلهم فى سوريا، وتأجيجهم لنيران الفتنة هناك واغراقها فى بحورمن الدم على مدى حوالى ثلاث سنوات بزعم حماية الاماكن المقدسة هناك.تلويحات ايران تلك هى فى الحقيقة اقرب الى دق طبول الحرب وتضع العراق الشقيق على اعتاب مرحلة اشد خطورة، وتستعجل الدفع به الى هاوية حرب طائفية مجنونة تجره الى الوراء، خاصة فى ظل الخطاب السياسى"الطائفى المقيت" الذى ينتهجه نورى المالكى رئيس الوزراء العراقى منذ مجيئه الى الحكم، وهو خطاب يتحمل وحده باعتقادنا مسؤولية كل ما وصلت اليه بلاد الرافدين اليوم من حالات احتقان سياسى، استدعت — بكل اسف واسى — مرحلة فوضى حمل السلاح والاقتتال الداخلى.وعليه فان رئيس وزراء العراق المسكون بهواجس "الثأر والانتقام" مطالب اليوم بحكم مسؤوليته الاخلاقية والوطنية العالقة فى رقبته، بالتحرر من خطابه الطائفى المدمر، وإعلاء قيم ومبادئ المواطنة، والاستجابة للمبادرات الوطنية التى انطلقت من الداخل العراقى لانقاذ الوطن، والتى كان اخرها بالامس ما طرحه ائتلاف "القائمة الوطنية"بزعامة اياد علاوي بسحب الجيش من المدن والقصبات في الانبار؛بموازاة توقف أبناء العشائرعن العمليات والمظاهر المسلحة وإحلال قوات الشرطة والأمن لحفظ الأمن الداخلي بما رسمه الدستور، والبدء بتنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين والمعتصمين السلميين، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الأبرياء ووقف التصعيد الإعلامي والتصريحات المستفزة.العراق الجديد لن تبنيه لغة الاحقاد وسياسات الثأر والانتقام واجراءات التهميش، ولا تغليب طائفة على اخرى، او الاستقواء بالأجانب والجيران.. العراق الجديد ملك لكل العراقيين من كافة الطوائف، وعليهم وحدهم تقع مسؤولية اعادته الى الاسرة العربية ومحيطه الاقليمى، فاعلا كما كان.. اما جيران العراق فنقول لهم: ارفعوا ايديكم عن العراق ودعوه وشأنه، وكفى متاجرات واستباحة للدم العربى.