قطر واستقرار المنطقة

يشكل هدف إرساء الأمن والاستقرار في الخليج بشكل خاص والمنطقة بشكل أوسع، أحد أبرز أولويات دولة قطر التي توفر منصة تسمح لكل الأطراف المتنازعة بالحوار بطريقة بنَّاءة لحل النزاعات بالطرق السلمية، حيث تعبر توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عن التزام قطر بلعب دور إيجابي لمساعدة الشعوب بما يدعم أمن واستقرار المنطقة. لقد وظفت دولة قطر إمكانياتها وما تمتلكه من قوى ناعمة لا يستهان بها، وما تتمتع به من شبكة صداقات واسعة النطاق مع دول العالم المؤثرة منها وغيرها، من أجل إرساء الأمن والاستقرار وجعل هذه المنطقة والعالم أكثر أمناً وازدهاراً للشعوب، حيث لعبت من خلال سياسة الوساطة والدبلوماسية الوقائية أدواراً بارزة في العديد من الملفات على المستويين الإقليمي والدولي ونجحت في الكثير من الحالات في تحقيق السلام وتهدئة ونزع فتيل التوترات. ولعل الدور المحوري الذي لعبته ولا تزال فيما يتعلق بالملف الأفغاني يبقى دليلا على ريادتها في مجال الوساطة وعلامة على المساهمات الكبيرة التي تقوم بها لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وهو دور شهد لها به العالم ونال ثناء الدول الكبرى والمنظمات العالمية، حيث أسهمت استضافتها للحوار والاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية، في وضع حد للحرب الأمريكية الطويلة في أفغانستان، وقدمت مساعدات كبيرة لحلفائها وشركائها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، لا يزال يتردد صداها، وذلك من خلال إجلاء أكثر من 70 ألف شخص من أفغانستان خلال الأشهر الماضية. وتسعى قطر من خلال تكثيف جهودها لمعالجة جذور الأزمات التي تعاني منها المنطقة، سواء من خلال تعزيز الحوار أو التعامل مع الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للأزمة بتقديم الدعم والمساعدة للدول الشقيقة والصديقة وتوفير فرص أفضل، لاسيما للشباب في منطقتنا. إن دولة قطر ترى في استضافة كأس العالم 2022 فرصة لإبراز الوجه المشرق لمنطقة الشرق الأوسط، وإظهار مدى الانفتاح والتقدم في المنطقة والترحيب بالجميع، حيث تعتبر الرياضة أداة فعالة لتوحيد لتوحيد الشعوب.