15 سبتمبر 2025
تسجيليستحيل أن يتفق الجميع على رأي محدد تجاه قضية معينة أو فعالية أو غيرها من الأمور الحياتية، فدائماً هناك مؤيد ومعارض أو متفق جزئياً، وهذه طبيعة بشرية إلا أن ما يتفق عليه الجميع هو أن الاختلاف في الرأي يجب أن لا يفسد للود قضية، وقد يكون أحد أهم أسباب الاختلاف في الرأي هو مدى فهم الأمور واستيعابها فالقدرات الفكرية متفاوتة من شخص لآخر وبالتأكيد تؤثر على ذلك عدة عوامل منها التنشئة الاجتماعية والمستوى العلمي والثقافي لكل شخص، والنقد وارد في كل القضايا والنشاطات والفعاليات وما يجب أن يتوقعه القائمون على تلك الفعاليات أو متخذي القرارات وجود فئة معارضة أو لا تتفق مع الأفكار المعروضة، أو لديها وجهات نظر مختلفة قد تكون صائبة، لذلك لابد من تَقبُّلها والاستفادة منها خاصة إذا كانت ستطور من الأداء. الأسبوع الماضي كان حافلا بالفعاليات ولعل أهمها كان افتتاح مونديال العرب والذي تستضيفه قطر لأول مرة وكذلك افتتاح مهرجان الأغذية الذي يشرف على تنظيمه مجلس السياحة والمقام في حديقة البدع والكورنيش وهو ليس الأول، والاختلاف كان واضحًا في تنظيم الفعاليتين، فعمت الفوضى في افتتاح مهرجان الأغذية وخلت الطرقات من الإشارات التوضيحية للمداخل مما تسبب بزحمة غير طبيعية، كما لم تتوفر خرائط تبين موقع الفعاليات والمسرح الرئيسي، ناهيك عن المطاعم المشاركة لم تكن مرتبة ومجهزة بشكل تام مع الافتتاح، وامتلأت حاويات القمامة - أجلّكم الله - وخلا المكان من عمّال النظافة، على النقيض تمامًا كانت إجراءات الدخول لاستاد البيت في مدينة الخور مُنظمة جداً واللوحات الإرشادية واضحة في الطرقات والمواقف متوفرة بشكل كبير ومنظم رغم الأعداد الهائلة التي حضرت للمباراة إلا أن عملية ركن السيارة والانتقال للملعب والدخول إليه منظمة وممتازة والحال نفسه بالنسبة للخروج من الملعب ناهيك عن التنظيم داخل الملعب والنظافة. التخطيط للفعاليات سهل ويمكن وضع أفكار كثيرة وجديدة ورائعة ولكن تنفيذها وتنظيمها هو المحك وهو المقياس لنجاح تلك الفعالية، قد تكون هناك صعوبات ولكن مهمة المنظمين تسهيلها والاستفادة من الأخطاء وتداركها بسماع آراء الآخرين ونقدهم، فالجمهور هو المقصود من تلك الفعاليات وهم الأقدر على قياس نجاح التجربة. ومن جهة أخرى فإن تنوع الأفكار والأنشطة ليس بالضرورة يناسب كل فئات المجتمع، ولا ننسى أن المجتمع القطري يضم ثقافات متنوعة ولابد من التفكير فيها عند التخطيط لتنظيم الفعاليات التي هي اختيارية بالنسبة للجمهور، وبما أن الدوحة عاصمة للجميع وتستقبل في كل فعالياتها العديد من الزوار من كل الجنسيات والثقافات ضروري أن تتضمن الفعاليات اهتماماتهم وإن لم تكن مهمة أو معروفة لدينا ليتحقق التوازن والتنوع الثقافي. وكل الفعاليات اختيارية وعليه يمكن انتقاء ما يناسبك منها وتجاهل ما لا يناسبك أو يتفق مع ذوقك ومبادئك، فقد لاحظت أن البعض يثور على إقامة بعض الفعاليات في حين أنه غير مُجبر على حضورها ويمكنه التحكم في أهل بيته بعدم حضورها إن لم تكن مناسبة له، فكل ما يتم تنظيمه مثل البيع هو عرض وطلب وقابل للشراء أو الإغفال عنه. • تحية لكل القائمين على تنظيم الفعاليات في البلد والذين يبذلون جهوداً لتنوع الفعاليات وإنعاش الحركة السياحية والرياضية والثقافية وغيرها ونتمنى منهم تقبُّل وجهات النظر والنقد لما يصب في المصلحة العامة! [email protected] @amalabdulmalik