21 سبتمبر 2025

تسجيل

الحقيقة أمام الكونغرس

05 ديسمبر 2018

يبدو أن الإحاطة التي أدلت بها مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ CIA جينا هاسبل أمام مجلس الشيوخ بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر الماضي، سيكون لها ما بعدها فيما يتصل بمستقبل العلاقات الأمريكية - السعودية، ومستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد أن أصبح هدفا للكونغرس الأمريكي وعقوباته. لقد عززت شهادة مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية القناعة بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضالع في قتل الصحفي جمال خاشقجي، حتى لدى حلفاء وأصدقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قادة الجمهوريين البارزين في مجلس الشيوخ، وهي قناعة بدت شديدة الوضوح في التصريحات التي أدلى بها المشرعون بعد الإحاطة التي تلقوها، إلى درجة أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر أكد للصحفيين أن محمد بن سلمان متورط في قتل خاشقجي، وأنه لو مثل أمام هيئة محلفين لتمت إدانته في 30 دقيقة، فيما أعلن السيناتور ليندسي غراهام، المقرب من ترامب والذي كان من أشد المدافعين عن السعودية وبن سلمان قبل مقتل خاشقجي، للصحفيين أنه سيقدم مشروع قانون في الكونغرس يعتبر بن سلمان مسؤولا عن الجريمة. الواضح أن تطورات قضية خاشقجي وتداعياتها في طريقها لأن تأخذ منحى أكثر وضوحا، فيما يتصل بمستقبل العلاقات بين واشنطن والرياض، وإعادتها إلى مسارها الصحيح من خلال الفصل بين السعودية الدولة، وشخص محمد بن سلمان ولي العهد الذي ارتبط اسمه بجريمة القتل البشعة لخاشقجي. الآن، وبعد الإفادة الحاسمة، من مديرة المخابرات المركزية، التي وضعت الحقيقة كاملة أمام أعضاء مجلس الشيوخ، يتجه نواب الكونغرس بجناحيه الجمهوري والديمقراطي، وبمجلسي الشيوخ والنواب إلى تطبيق قانون ماغنيسكي على الضالعين في الجريمة البشعة بمن فيهم محمد بن سلمان، بجانب وقف حرب اليمن التي خلفت مأساة إنسانية هي الأسوأ في العالم.