21 سبتمبر 2025

تسجيل

حرب إسرائيل على غزة تفضح انحياز حكومات وإعلام الغرب

05 نوفمبر 2023

منذ تفجر القضية الفلسطينية قبل أكثر من قرن، وارهاصات التدخل الصهيوني في فلسطين بالحركة الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية نهاية القرن التاسع عشر- وتوطين اليهود في فلسطين بدعم ومباركة بريطانية. ووعد بلفور الذي منح من لا يملك لمن لا يستحق. وقرار الأمم المتحدة 181 المجحف بتقسيم فلسطين عام 1947 بمنح 56% من أراضي فلسطين التاريخية للدولة اليهودية مستقبلاً. بينما منح القرار أصحاب الأرض الفلسطينيين- كانوا يشكلون ثلثي عدد سكان فلسطين حينها، 44% من الأراضي. فيما كان 80% من الأراضي في الدولة اليهودية المستقبلية يملكها الفلسطينيون، بينما 11 % كانت لليهود. ثم حرب العصابات اليهودية الإرهابية وعصابات شتيرن والأرغون، والنكبة عام 1948. والاحتلال الصهيوني لفلسطين يتوسع ويتمدد على حساب أصحاب الأرض الفلسطينيين، والفلسطينيون الضحية التي تستمر بدفع فواتير الظلم والاحتلال والقهر والعدوان...وبرغم حروب العرب على إسرائيل الخاسرة من النكبة، والعدوان الثلاثي عام 1956، ونكسة 5 حزيران-يونيو 1967-وهزم جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة جيوش: مصر وخسارة سيناء، وسوريا وخسارة الجولان، والأردن واحتلال القدس والضفة الغربية، وحتى في حرب أكتوبر 1973-حقق العرب نصف انتصار بعد ثغرة الدفرسوار وحصار الجيش المصري الثالث- وحروب إسرائيل على لبنان والاعتداءات المتكررة على سوريا وحروب إسرائيل الست على غزة منذ عام 2008- وآخرها الحرب المدمرة وجرائم حرب إبادة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ 7 أكتوبر التي أودت بحياة 10 الاف شهيد و2000 مفقود تحت الأنقاض وأكثر من 23 ألف مصاب، ومليون ونصف نازح في نكبة ثانية، وارتكاب جرائم حرب، وعشرات المجازر وحصار وقطع امدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء وقصف المنازل والمستشفيات والمساجد والكنائس-بضوء أخضر وتواطؤ من القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة-التي تمول وتسلح وتخصص ميزانيات لتعزيز إمدادات السلاح الفتاك وتستخدم الفيتو في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من التنديد بجرائمها ووقف الحرب، ما يجعل أمريكا شريكا في جرائم الحرب.. أما التضليل والتدليس الأكبر الذي يمارسه ويكرره المسؤولون الغربيون، خاصة الأمريكيين «يحق لإسرائيل الدفاع عن النفس» من الرئيس بايدن ووزير خارجيته ووزير دفاعه وأركان إدارته، ورئيس وزراء بريطانيا والمستشار الألماني- ورئيسة المفوضية الأوروبية وقيادات الحزب الجمهوري في مجلسي الشيوخ والنواب وغيرهم. والتدليس يكمن في تجاهل أن الاحتلال السبب الرئيسي للتصعيد وجرائم الحرب. وأن الصراع عمره خمسة وسبعون عاماً. ولم يتفجر كما تسعى إسرائيل وأمريكا والغرب لإيهام الرأي العام-أن الصراع بدأ في 7 أكتوبر ولم يأت من فراغ! وهو ما أكده أمين عام الأمم المتحدة غوتيريش- لتشن إسرائيل هجوما كاسحا عليه وتطالب بإقالته! ولمزيد من الدراما تقفز إسرائيل على الفشل الاستراتيجي- لتدعي أنه 11 سبتمبر إسرائيلي. الصادم أن الإعلام الغربي الذي يفاخر بمهنتيه واحترافيته وحياده سقط في وحل التعصب والعنصرية والانحياز الكلي ليس بتبني السردية ووجهة النظر الإسرائيلية، ولكن الترويج والدفاع عنها. في سقوط قيمي وأخلاقي، يترافق مع سقوط الحكومات الغربية. ما يتجاهله الموقف الغربي سياسياً وإعلامياً هو أن الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال منذ ثلاثة أرباع القرن هم من يملكون حق الدفاع عن النفس حسب القانون الدولي، وليس إسرائيل. وحتى قبل ذلك في مقاومة الاحتلال البريطاني الذي اغتال عزالدين القسام نفسه عام 1935، والذي سميت كتائب عزالدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس باسمه. خطورة انحياز إدارة بايدن ودعمها لجرائم الحرب الإسرائيلية منذ بدء الحرب على غزة ورفض وقفها، وفشل بايدن بفرض هدن! في خضوع لضغط إسرائيل لتعنتها وإصرارها إفراج حماس عن الرهائن أولاً قبل وقف اطلاق النار وإدخال وقود إلى قطاع غزة! ما يزيد من كراهية وعزلة أمريكا. يكرر نتنياهو «لا وقف للحرب ولا السماح بتزويد غزة بالوقود فيما المستشفيات تشهد نفاد الوقود!، مما يعني نفاد الوقود من مولدات الكهرباء في المستشفيات-ووفاة الآلاف في جريمة حرب مكتملة الأركان حتى الافراج عن الرهائن والسجناء الذين يصل عددهم 240 سجينا. وحسب تسريبات مسؤولين لشبكة ان بي سي الإخبارية الأمريكية- يرون أن خطورة عدم لجم إدارة بايدن تطرف تصعيد الحرب ضد الفلسطينيين، وآخرها استهداف المستشفيات والنازحين بشكل متعمد اثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلنيكن الثالثة لتل ابيب. وهو ما تطالب به جميع الأطراف وعلى رأسهم الدول العربية والولايات المتحدة والأمم المتحدة. كما هناك مطالب بفتح ممرات آمنة لنقل الجرحى والمصابين والأجانب ومزدوجي الجنسيات العالقين في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر. ومع ذلك لا يوجد ضغط حقيقي ولا انتقاد وتنديد بتطرف وجرائم إسرائيل التي قصفت مستشفيات أثناء وجود بلنيكن في تل ابيب!. ولا أحد يجرؤ بتوجيه انتقادات، أترك عنك التلويح بفرض عقوبات.. بل نشهد تهديدا وترهيبا للذين ينتقدون جرائم حرب إسرائيل، باتهامهم بالوقوف مع حماس ودعم الإرهاب والمعاداة للسامية. يثبت ذلك محدودية تأثير إدارة بايدن وفشلها في ممارسة ضغط حقيقي- ما يعمق عزلة واشنطن في المجتمع الدولي ويستعدي 2 مليار عربي ومسلم ويحرج حلفاء الولايات المتحدة. حتى وصل الانقسام والانتقادات داخل حزب بايدن الديمقراطي! كما أن الموقف الأمريكي المهادن والداعم في العلن والضاغط سراً-يظهر بايدن وإدارته داعمين لجرائم حرب إسرائيل. لكن فشل إسرائيل بحسم الحرب البرية كما كان متوقعاً، والقضاء على حماس بعد شهر من حرب الإبادة، وتخيير قادتها بين الموت أو الاستسلام، هدف غير واقعي، يعمق مأزق إسرائيل ويحرج الإبادة ويثبت لا خطط حقيقية للاحتلال! الواقع، لا يمكن لإدارة بايدن والمجتمع الدولي الاستمرار بدعم إسرائيل وغض النظر عن شراكتهم وإعلامهم بدعم والتغطية على المجازر وسقوط الضحايا، والمظاهرات الغاضبة، والانقسام داخل حزب بايدن الديمقراطي-وسقوط سمعة أمريكا والغرب، وحتى خشية بايدن وحزبه خسارة انتخابات الرئاسة والكونغرس!.