12 سبتمبر 2025

تسجيل

بيع الآخرة بالدنيا

05 نوفمبر 2018

عندما يصدر تصرف من أحدنا تجاه أحد آخر، وربما يخطئ عليه بالقول أو بالفعل أو يظلمه أو يأكل حقوقه أو يتهمه زوراً وبهتاناً ثم يندم على فعلته ويطوق عنقه إحساسه بالذنب وانه ظلمه ويفكر أن يعتذر له أو يُرجع له حقوقه، ولكنه يحتار بأي وجه سوف يقابله وبأي عذر يسوغه بهذا الاعتذار. وقد يتصبب العرق منهُ خجلاً ولربما ينعقد لسانه عن الكلام هذا على مستوى بني البشر فما بالك بالذين يغترفون عظيم الذنوب التي تكلم عنها القرآن الكريم في محكم التنزيل وفي السنة المشرفة وأتى بشأنها الوعيد الشديد وأن من يفعلها موعود بالعذاب الأليم وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه وهو مسؤول عن تصرفاته. فهؤلاء من الظالمين لأنفسهم الذين نسوا سوء المصير والمنقلب بأي وجه سوف يقفون أمام الله جل شأنه وتنزه عن كل نقص في محكمة العدل الإلهية، هل سوف تكون وجوههم وجوه الغر المُحجَّلين؟ أم سوف تكون وجوههم مسودة كقطع من الليل ؟؟ فكل الأعذار غير مقبولة هناك لا تستطيع أن تخفي أدلة الجريمة ولا تتلاعب بمسرحها أو هل سوف تقول أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل، فلا تنفعك الأعذار وأنت تعلم انه لا طاعة لمخلوق أيا كان موقعه في معصية الخالق حتى ولو كان والديك أو الأقربين ؟؟ فكيف يرتكب البعض من الذين باعوا آخرتهم بالدنيا مقابل مال أو منصب أو مقابل تقرب من حاكم أو ملك زائل لا محالة، يرتكبون مختلف الجرائم الوحشية ونسوا أن ملك الملوك ومالك الملك الذي لا قبله ولا بعده شيء يراهم. والذي هو يطاع دون سواه فكل ما أمر به في صالح هذا الإنسان الجهول الظلوم، فهل نعتبر من هذه الأحداث المرعبة من حولنا ونحرص على حسن المصير ونتجنب السوء وأن نتذكر أن الجزاء من جنس العمل.