11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصّارم البتّار في انكسار شوكة أبي منشار

05 نوفمبر 2018

لقد أحاطت بابن سلمان سيّئات أعماله وما قدَّمت يداه، وقد أخذه ‎ﷲ ولن يُفلته، ليجعله لِمَنْ خلفه آية، فمن آيات ‎ﷲ أن يُذيق الظَّالِم من الكأس الّتي جرّعها لِلنَّاس، فابن سلمان الَّذِي حاصر بلداً جاراً مسلماً آمناً مُطمئنّاً، قد ضُرِبَت عليه الذِّلَّة والمسكنة وباء بغضبٍ من ‎ﷲ، وبُغضٍ منَ الجِنّة والنَّاس، وعزلةٍ من سائر الأمم والأمصار، ورأيناه كيف تحوّل يتكلّم عن أردوغان بإكبار بعد استهتار، وعن قطر بوقار بعد احتقار، وكانت عضلات سموّ وجهه بانقباضها كاشفة، عن اضطراب الرّوح ونفسٍ خائفة، فصرّحت بما أراد أنْ يُخفيه ويستره، وفضحت ما كان ينفيه وينكره، بعدما قامت عليه الدُّنْيَا قيامةً لا قعود لها، وزاغت الأبصار في المحاجر، وبلغت القلوب الحناجر بعد نشر الصّحافي جمال خاشقجي بدل نشر مقالاته، إنّه لا يُحبّ النّاصحين، وإنّه ظنّ أنّ لن يحور، واستمرئ الظّلم والجور، وظَنُّ بأن الأموال الّتي يُغدقها علىٰ أبي لهب، وابنته حمّالة الحطب ستكون له وقاية ومناعة، وستكفيه شرّ الملاحقة والمتابعة، وما عَلِم أنّ المجد لا تشتريه الأموال: لا يعرف المجد إلا سيِّـد فطـن لِمَا يشقّ علىٰ السّادات فعّال وأبا منشار ما أوتي بسطة في العلم، ولا فطنة في الفهم، إنّما أوتي من الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ، فبذّرها تبذيراً، يطلب بتبذيرها العُلا، ولٰكن: يجعل الله للمعالي أناساً وأناساً لقصعة وثريد وما ساد أحدٌ بمالٍ وطيشٍ وغباء: لولا المشقّة ساد النّاس كلُّهم الجــود يُفْقـر والإقـدام قتّـال ضاق علىٰ ابن سلمان الخناق، والتفْت السّاق بالسّاق، وسيذيقه ‎ﷲ لباس الجوع والخوف كما أذاقها هو أهل اليمن، وقد لاذ بيخته، وسجنه ‎ﷲ فيه بمحض إرادته، كما سجن هو أهل العلم والأدب، وهو يظن بأنّ أمواله تعصمه مِنْ طوفان آثامه، وتشتري مِنْ أبي لهب صكوك غفرانه، لٰكن لا عاصم اليوم مِنْ أمر ‎ﷲ إلاّ مَنْ رَحِم، وبعد غدٍ سينجلي الغُبار، وسيعلم ابن سلمان أفَرَسٌ تَحْتَهُ أمْ حِمَارٌ!