11 سبتمبر 2025

تسجيل

أموال مُلطخة !

05 أكتوبر 2021

مصلح قد تردد كثيراً على مسامعنا في الأفلام والمسلسلات وحتى في خارج إطار التمثيل استمعنا إليها، فهي حاضره في محاضر الجهات الأمنية باستخدام مجازي لها، وغالباً تكون العبارة أموال مُلطخة بالدماء أي أن مصدرها وتحصيلها يكون في عمليات الاقتتال بين العصابات أو قتل شخص ويكون ضحية في عملية سرقة. ولكن هل فعلاً الأموال المُلطخة هي فقط في شأن القتل والسرقات الدموية، أم أن هناك أموالا مُلطخة بغير الدماء والتي هي جميعها بلا شك أموال صاحبة وبال على صاحبها فهي أموال مُحرمة. • الربا قال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه. وقال: هم سواء" رواه مسلم. فالربا جريمة عظيمة في حق الفقراء، وهو مالٌ يتصف بالسوء والعاقبة العظيمة على آكلها، فلُعن آكلها والقائم بها في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وما يقوم به الكثيرون في إقراض الناس بالفوائد الربوية بظن أنهم يحسنون عملاً وبأنهم ينمون أموالهم بالكسب السهل وما هذا النمو للمال إلا كبناء جبل من احجارٍ متراكمة فوق بعضها ليحين يوم ما وتسقط هذه الكومة الضخمة على صاحبها أن لم يتخلص منها!. وما أشد من قولٍ وأصدق في هذا الأمر من قول الله عز وجل (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله). • الزكاة أموال الزكاة هي أموال الله ومشدد الأمرُ فيها وهي أحد أركان الإسلام الأساسية، وإن في منع إخراجها لإثما كبيرا، وكيف لا يكون ذلك والمنع فيها منع حق الله فيها بإخراجها لمُستحقيها من فئات المجتمع التي حددها القرآن الكريم، وقد يُهيأ للبعض أن المبلغ الذي يستخرجه من أمواله هو طريق للفقر ونقص من الأموال وهذا ما يجعله الشيطان يؤمن به وهو مغاير للواقع، ففي الزكاة بركة للنفس والبدن وللأبناء وهي تعود على صاحبها بالخير بأضعاف مضاعفة، أما في حبسها حبسٌ لمداخل الخير ويقع صاحبها في قوله سبحانه وتعالى (وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍأَليمٍ* يَومَ يُحمى عَلَيها في نارِ جَهَنَّمَ فَتُكوى بِها جِباهُهُم وَجُنوبُهُم وَظُهورُهُم هـذا ما كَنَزتُم لِأَنفُسِكُم فَذوقوا ما كُنتُم تَكنِزونَ). • أموال اليتامى الأموال التي تُؤخذ من غير حق من أصحابها وذلك باستغلال ضعفهم وعدم حيلتهم للدفاع عنها لعدم بلوغهم سن الرشد كاليتامى ظناً من ولي المال أن الاستحواذ على مال اليتيم ربح سهل وأموال استحقها لأنه قائم عليها ليُنسيه الشيطان قول الله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصلَونَ سَعِيرًا﴾. • أموال المناصب يظن صاحب المُنصب أن الأموال التي تحت توقيع قلمه قد أُحلت له فيتصرف بها كيفما شاء، ليصل لمرحلة يتجاوز القانون في صرفها بطرق عدة ولغير مُستحقيها، والأسوأ من ذلك استغلال منصبه للحصول على تلك الفوائد المالية بشكل شخصي ليُنمي هرمه المالي من تلك الأموال وبالتحصل على بدلات وامتيازات السفر لحضور فعالية ما ولكن الواقع هو عدم حضوره للفعاليات التي هو مُرسلٌ إليها، علاوة على ذلك استخدام أموال الدولة في شؤونه الخاصة واستهلاك ممتلكات الدولة لخدمته بالإضافة إلى صرف مكافآت مالية على المُقربين منه!. إن جميع تلك الأموال هي أموال ملطخة فاسدة منزوعة البركة وان غرت صاحبها في منظرها الزاهي الخادع، فهي تحمل في داخلها الضرر الكثير وستُصيب صاحبها عاجلاً أم آجلاً بعواقبها ما لم يتب صاحبها ويتخلص منها ويُعد الحقوق إلى أصحابها ويصحح المسار، فتلك الأموال لا تتطهر وهي تُضعف البدن وتُهلك صاحبها في الدنيا والآخرة. أخيراً فلنتأمل هذه الآية الكريمة وخطورتها وذلك في قول الله عز وجل (إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين). bosuodaa@