ما الذي سيحدث إن غابت؟

الحياة أخذ وعطاء والحق أن تدفق هذه الكلمات بيننا كل الوقت يجعلها حقيقة ثابتة في عقولنا كقرص الشمس، لا يمكن أن نتجاهلها أبداً، وكيف لنا أن نفعل ونحن نُكمل بعضنا البعض، ووجودنا يحتاج لوجود الآخر؛ كي تأخذ الحياة حقها منا وتعطينا وفي المقابل ما هو لنا، وهو ما يمكن أن يتحقق بمجرد أن يدرك كل واحد منا مهمته فيها، ويلتزم بها؛ ليقدمها بالشكل السليم، الذي لا يجدر به بأن يكون أكثر من اللازم أو أقل منه بكثير وذلك؛ كي نحافظ على الحقوق تماماً كما هي. حديثنا اليوم أيها الأحبة عن العلاقات المهنية التي تربطنا بكل من يتشارك ويتقاسم معنا (العمل)، الذي تتأثر جودته بطبيعة ما يدور بيننا، إذ لا يخفى عليكم أن كل ما يدور في قلب العمل يظهر على السطح بمجرد ظهور العمل عليه؛ ليكتشفه الآخرون ممن لهم حاجة خاصة به، وهو ما يمكن أن يظهر بمظهر لائق في البداية، ولكنه سرعان ما سيتأثر وسيتحول لأي شيء آخر لا يدل على ما نمتلكه من مهارات عملية ستضيع وكأنها لم تكن يوماً، والتي لا يمكن التظاهر بها دوماً، فهي بحاجة إلى توظيفها وتسخيرها بشكل لائق يُعبر عنها، ويعبر عن حقيقة ما نتمتع به فعلاً. إن الحاجة إلى العمل وسط بيئة نظيفة خالية من الشوائب لا يشترط بأن يكون على مقاس العمل الجماعي فقط، الذي يعتمد على تكاتف جميع الأطراف، بل على كل فرد يدرك أن عمله يحتاج إلى تتمة سيقوم بها غيره؛ لتدور عجلة الخدمات حتى تصل بكل حق لصاحبه فيأخذ كل واحد منا حقه كما يجدر بأن يكون، وهو ما نحتاج لأن نراه في حياتنا وندركه، ونحرص عليه أيضاً تماماً كحرصنا على التعرف على الآثار التي يمكن بأن تنجم عن غياب الإنسانية بملامحها عن العلاقات المهنية التي تمثل جانباً من جوانب حياتنا، التي يهمنا بأن نطورها ونجعلها ترقى وتتألق وتحلق نحو الأفضل فهو الأفضل دون شك، وهو ما قد حَمَلنا على التطرق إلى هذا الموضوع؛ لمناقشته معكم فإليكم ما هو لكم. همسات التمسك بأخلاقيات العمل يجعلنا نتقدم الجميع، فهي تلك التي تساهم بجعل بيئة العمل أنظف وألطف وأكثر تحفيزاً على العطاء وبإبداع تام، يستحق بأن يكون؛ كي يكون منا وفي المقابل ما يجدر به بأن يكون وبالشكل الصحيح، الذي لن يعوق تقدم العمل وتطوره؛ لذا فإن خير ما يجدر بك تنفيذه وأنت أساس عملك الذي يقوم عليه ويستند إليه هو أن تتمسك بأخلاقيات عملك التي ستترجم إنسانيتك، وستهون عليك مهمة مجابهة أعباء العمل بشكل سيُرضيك وكل من يتشارك معك بـ (مهام العمل)، التي تحتاج منكم جميعاً لتكاتف يمتزج بكثير من التعاطف والاحترام وكل ما يُنسب إلى معاني الإنسانية الخالصة. وأخيراً (تذكر بأن اضطراب العمل سيوتر الإنتاج؛ لذا حافظ عليه ومن قبله على نفسك فأنت من ستعطي؛ ليدرك العالم إنجازه فيما بعد).