07 نوفمبر 2025

تسجيل

مأساة إنسانية

05 سبتمبر 2015

يقع على العالم بأسره، شماله المترف وجنوبه المترب، مسؤوولية أخلاقية، في التعاون لإيواء آلاف اللاجئين، الذين فروا من الموت والفقر في بلدانهم، وأن توفر لهم الحماية والرعاية والعيش الكريم، وليس مقبولا أن تهدر كرامتهم وهم يدقون أبواب أوروبا، بحثاً عن ملاذ آمن.لابد من تضافر الجهود والتضامن والثقة المتبادلة في تحمل المسؤولية، وتقاسم هذه المهمة النبيلة لإنهاء مأساة هؤلاء الذين شرِّدوا وهجِّروا، من بلدان مزقتها الحرب مثل سوريا والعراق وأفغانستان. على المجتمع الدولي ومنظماته، التحرك لتوفير الحماية والمساعدات الإنسانية العاجلة، خاصة لدول الجوار التي تتحمل عبئا يفوق إمكاناتها، وفي ظل عجز برنامج الغذاء العالمي، عن توفير المساعدات الغذائية لنحو 230 ألف لاجئ سوري، خارج المخيمات في الأردن، بسبب نقص التمويل. يقع على الدول العربية والإسلامية، مسؤولية أكبر في نصرة إخوتهم في سوريا، الذين يتهددهم الموت، وإن تعددت أسبابه، بنيران النظام، أو في طرق الموت برا وبحرا، ورغم ذلك فإن مبادرة السودان في استقبال السوريين، كأهل بيت وليس لاجئين، تعد نموذجاً جديراً بالاقتداء، وفي ذات الاتجاه، فإن دعوة الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي لعقد قمة عربية استثنائية، لمناقشة الأزمة السورية في ظل هذه المأساة الإنسانية، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. تقاسُم الدول الأوروبية إيواء اللاجئين، خطوة في الاتجاه الصحيح، في مراعاة الجانب الإنساني، ولا تشكل أزمة تستدعي ضبط الحدود، أو وضع هؤلاء في معسكرات، ويبقى ضرورة النظر إلى حل جذري للأزمة في سوريا، التي مزقتها الحرب، وشُرد شعبها بسبب نظام، لا يتورع عن تشريد شعبه أو حتى إبادته. ما يجري يهز ضمير العالم، فالمشاهد المؤلمة للاجئين، وبينهم أطفال ونساء، مدعاة لأن يتحرك العالم بأسره في وضع حد لهذه المأساة الإنسانية.