11 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا نعرف أن انجاب الأبناء أسهل من تربيتهم والمحافظة عليهم من النار ومن الضياع ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)) فكم من آباء ينجبون أبناءهم ليكونوا حطب جهنم، وذلك لأنهم قد غفلوا عن تربيتهم تربية صالحة وتناسوا مسؤوليتهم أمام الله تعالى عن الحفاظ عليهم وتنشئتهم على الدين والتربية القويمة التى تضمن لهم فى الدنيا حياة كريمة سليمة، وفى الآخرة تقودهم الى الجنة. يغفل الكثير من الآباء عن تلك الحقائق، ويدركها الكثير، ولكن البعض منهم لايستطيع أن يربى أبناءه بالطريقة الصحيحة، وذلك ظنا منه أن التربية أساسها اصدار الأوامر والقسوة مع الأطفال، والرقابة. بالرغم من أن الكثير من الشباب الصالح قد تربى على الحنان والحب والاحترام وأمر فى غاية الأهمية ألا وهو الوازع الدينى والرقابة الذاتية، وذلك لأنه من البديهى والطبيعى أن الأبناء لايمكن مراقبتهم على طول الوقت والأيام، فأين منه الرقيب حين يكون فى المدرسة أو برفقة أصدقائه أو حين يكون فى الجامعة أو حين يسافر للدراسة أو العمل أو غير ذلك، هنا يظهر جلياً دور التربية القويمة المبنية على الرقابة الذاتية والخوف من الله تعالى والاستقامة الحقيقية التى استقاها فى سنوات عمره الأولى وسنوات مراهقته بعد ذلك حتى اشتد عوده واكتملت ملامح شخصيته وبات يعرف حق المعرفة الفرق بين الخطأ والصواب، ويعرف من أعماق قلبه أن الله يرانا، وأن الذى يحصى أخطاءنا ويجب الا نخطيء بوجوده هو الله عز وجل وليس الأب أو الأم. وهنا تكون الطريقة الوحيدة التى نضمن بها أن يكون أبناؤنا على الدرب القويم وفى طريق الصواب يعرف كل منهم متى وكيف وأين يجب أن يكون وأين يجب أن لا يكون، ويعرف من هم الأصدقاء الصالحون الذين تقود رفقتهم لخير الدنيا والآخرة، ومن هم أصدقاء السوء الذين يصرخ كل منهم يوم القيامة ندماً على صحبته السيئة ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًاً) ويقول تعالى ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِين ).. وهذا كله يستطيع الشاب أو الفتاة تقديره واختياره دون تدخل الآباء حين ينشأون على الرقابة الذاتية، ويكبرون على تلك القيمة العظيمة التى لا تعادلها رقابة.