22 سبتمبر 2025
تسجيلأعادت حادثتا إطلاق النار اللتان وقعتا في مدينة إل باسو بولاية تكساس، ومدينة دايتون بولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية، وأسفرتا عن وقوع عشرات الضحايا، إلى الواجهة من جديد التحديات التي تواجه العديد من المجتمعات حول العالم جراء الإرهاب والتطرف العنيف، حيث تعاني العديد من مناطق العالم من ظاهرة الإرهاب تحت ذرائع وشعارات مختلفة تهدد أمن العالم واستقراره. لقد ظل موقف دولة قطر ثابتا إزاء رفض كافة أشكال الإرهاب وصوره، في أي مكان في العالم، ومهما كانت الأسباب والذرائع، حيث أكدت إدانتها لهاتين الحادثتين. لكن من المهم جدا، رفض التعامل بمعايير مزدوجة مع هذه الظاهرة، حسب هوية مرتكبيها، أو ربط التطرف العنيف بدين أو عرق أو حضارة أو ثقافة أو مجتمع، حيث إن اتهام الإيديولوجيات المتطرفة بأنها سبب الإرهاب العنيف هو تبسيط للأمور وتفسير سطحي للإرهاب، إذ إن المجتمعات الأكثر تضررا غالبا هي المجتمعات التي نبتت فيها هذه النبتة الضارة التي تعادي التنوع والتعددية التي تغني المجتمعات. ومن الأهمية بمكان معالجة جذور هذه الظاهرة ومسبباتها والبحث في الخلفيات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تسهم في توليدها ، لكنه لا يمكن أن تنجح الحرب على هذه الظاهرة التي تهدد كل المجتمعات، إلا إذا اقتنعت الشعوب أن محاربة التطرف العنيف هو قضيتها. لقد ثبت للعالم بأجمعه أهمية التمسك بمجموع القيم الجامعة التي توصلت إليها الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية، والتي صيغت في مواثيق الأمم المتحدة ومبادئها، والتي من بينها رفض كافة أشكال العنصرية والتمييز، واحترام حقوق الإنسان والمواطن والتمسك بقيم العدالة والمساواة ونبذ التطرف والإرهاب وتعزيز التعايش السلمي. التعازي الصادقة لكل ذوي الضحايا ولحكومة وشعب الولايات المتحدة الأمريكية، والتمنيات للجرحى بالشفاء العاجل.