14 سبتمبر 2025
تسجيلما ينطق به الواقع من أحداث مريرة شغلته في الآونة الأخيرة يُجبر كل من فيه على النطق بكلمة حق لابد وأن تكون وتُوجه لذاك الظلم المستبد، الذي يتبجح بحضوره القوي؛ لأنه لم يجد من يقف من أمامه متصدياً له؛ كي يردعه ويكبحه قبل أن يتفاقم وينتشر أكثر، وهو ما قد كان فعلاً فسلب الطفولة (طفولتها) وسط مشهد لا يدرك ولا يقدم سواه الظلم، الذي عاد بنا إلى نقطة البداية، حيث لا نريد بأن نكون، ولا نريد له بأن يكون؛ لأن وجوده وباختصار شديد جداً يعني موت الإنسانية الذي يكون بموت الطفولة، وهي الحقيقة الموحشة التي لا قدرة لأي أحد منا (والحديث عن البشر) على تقبلها.إن الحديث الذي يشغل العالم منذ زمن يدركه الزمن، فكان وأن اخترق القلوب بعد أن خرقها هو ما تعيشه (غزة) وما يعانيه أهلها من الرجال، النساء، والأطفال من سلبٍ لحياتهم الغالية، التي تُسلب (لا) لأي ذنب يمكن بأن يكون سواه (التمتع بعيشة كريمة على أرضهم الطيبة) كما يفعل غيرهم، فيدرك النهار معهم نهاره كما يفعل الليل دون أن تصبح رقعة النهار كالليل، فتغلب الظلمة كامل المشهد؛ وتصبح الرؤية معدومة، والأمل كظل لا قدرة له على فعل أي شيء سواه التواجد المتوتر، الذي يظهر معه تارة، ويختفي تارة أخرى يختفي معها وفيها معنى الثبات على أرض تحتاج إلى ذلك فعلاً، ولكنها تتعرض لهزات تهزها وتفعل مع كل البشرية، التي تتلقف أخبارها المؤلمة في كل لحظة والعجز يعتصر بعضها، ويخنق بعضها الآخر، ويُثير وجع من قد تبقى منها، ولازال يجوب المكان؛ مُحدثاً ضجة خافتة لا يدركها سواه صاحبها، الذي يُدرك أن الإنسانية قد أصبحت وأمست ثم أصبحت من جديد مُهددة بالخطر حتى تجد لها من يحميها ويحافظ على سلامتها من كل تلك المخاطر التي تحيط بها من كل جانب منتظرة من يردعها ويتولى مهمة إيقافها عند حدها، والرجاء الذي يسكن القلب بأن يكون لنا هذا الوعد في يوم من الأيام نأمل بأن يكون قريباً؛ كي يكون الحق ويأخذ مكانه بيننا بعد أن يمحق الظلم ويقضي عليه.إن تكرار مشهد الظلم، الذي صرنا نراه وبشكل يومي تقدمه لنا مختلف الوسائل الإعلامية ليس هيناً البتة، والأرواح التي تُزهق لا ولن تهون البتة البتة، إذ أن لها حقاً لابد وأن تأخذه منا باسم الأخوة الإنسانية التي تربطنا ببعضنا البعض، ويجدر بكل واحد منا تسليم هذا الحق، الذي سيكون من خلال تقديم المساعدة بكل ألوانها، وهي تلك التي نُحددها نحن بعد أن تقرره ضمائرنا؛ لنتقدم بها أياً كان حجمها (وهو ما لا يهم وما لن نختلف عليه)، فما يهم فعلاً هو أن نتقدم بها ونُقدمها تلك المساعدة دون أن نخجل منها ظناً منا بأنها لن تُجدي، ولن تُجلب من المنافع أياً، فهو ما يخالف الواقع دون شك وذلك؛ لأن كل وأي ما سنتقدم به سيُحدث الكثير، وسيعود بنفعه على الكثير ممن يحتاج إليها تلك المساعدة وينتظرها منا، ويجدر بنا مده بما هو له؛ كي يكون لنا ما هو لنا حين تُقلب الأداور.وأخيراًلا عيب في أن تجد نفسك بعد محاولات عديدة خاوياً وخالياً (لا) تملك ما يمكنك به مساعدة غيرك، ولكن العيب كل العيب في أن تقف ساكناً كالحجر (متناسياً حقيقة أنك من البشر)، مكتفياً بدور المتفرج الذي لا يُقدم على أي شيء سواه التفرج فقط، والتأثر الذي لا طائل منه، ولا خير فيه، ولا حاجة له أبداً، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه أمامك الآن: هل هو هذا ما تريده لك فعلاً؟ لك مطلق الحرية باختيار الإجابة المناسبة التي تُعبر عنك؛ لذا حتى حين وحتى تفعل ويحين ذاك الحين فليوفق الله كل من يجد في قلبه ذرة من خير، وليرحمك الله يا أبي (اللهم آمين).