11 سبتمبر 2025

تسجيل

بوعينا نحمي ثورتنا وديمقراطيتنا !

05 أغسطس 2011

الوعي أهم أسلحتنا في مواجهة المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية أمريكا لا يمكن أن تسمح بانتصار ثورة عربية، وبأن يتمتع شعب عربي بديمقراطية تتيح له أن ينتخب قياداته، ويحقق نهضته ويحمي استقلاله. وإسرائيل كذلك لا يمكن أن تكف عن تدبير المؤامرات التي تستهدف إشعال نار الفتن وتعطيل الانتقال الآمن للسلطة إلى المدنيين . لذلك فإننا يجب أن ندرس الأحداث ونحلل المعلومات ونتخذ القرارات بحكمة ونكشف الحقائق لشعبنا . وهناك الكثير من الأحداث التي مرت بنا منذ انتصار الشعب المصري على النظام الديكتاتوري تحتاج إلى دراسة متعمقة، ومن أهمها ما حدث في العريش يوم الجمعة 29 يوليو . ولكي نصل إلى نتائج صحيحة فإننا لابد أن نطرح مجموعة من الأسئلة المباشرة والصريحة . فما دلالة توقيت الحدث ولماذا جاء بالتحديد يوم جمعة لم الشمل والتوافق بين اتجاهات الحركة الوطنية . لكي نفهم الحدث لابد أن نعرف أن الملايين قد احتشدوا في ميدان التحرير، وفي الإسكندرية وغيرها من مدن مصر، وأن شعب مصر قد أثبت قدرته على أن يحمي ثورته وأن يحقق آماله، وأنه يمكن أن يخرج في أي وقت إلى ميادين مصر ليواصل طريق الثورة، وليؤكد أنه لن يتنازل عن حقه في تحقيق الديمقراطية ومحاكمة الفاسدين، ورفضه للوصاية وللمبادئ فوق الدستورية التي يريد البعض أن يفرضها رغماً عن إرادة الشعب . وأثارت مليونية الجمعة خوف كل أعداء الحرية والديمقراطية واستقلال مصر وكانت ناجحة بكل المقاييس وجمعت كل الشعب المصري بكل اتجاهاته . ما أثار أيضاً خوف أعداء الديمقراطية أن شعب مصر عبر عن تمسكه بهويته الإسلامية ورفضه لكل الأفكار التي تودي إلى غير هذه الحقيقة ورغبته في تطبيق الشريعة الإسلامية وتمسكه بإجراء الانتخابات البرلمانية، وقيام البرلمان بانتخاب لجنة تأسيسية لصياغة دستور جديد . ما يثير التأمل هو انسحاب عدد من الحركات الليبرالية والعلمانية من الميدان احتجاجاً على رفع شعارات دينية . إذا شاهدنا اللافتات التي كانت واضحة في الميدان لاكتشفنا أن 90% منها يعبر عن مطالب وطنية عامة أهمها محاكمة حسني مبارك وأولاده ورموز الحكم السابق وإجراء الانتخابات ورفض المبادئ فوق الدستورية وضرورة احترام إرادة الشعب . أما الـ10% الباقية فإنها تعبر بأساليب مختلفة عن التمسك بالهوية الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية، وهي أيضاً مطالب عامة لشعب مصر . حاولت أن أرى أية لافتة يعبر عن تعصب ديني أو دعوة للعنف فم أجد، فما مبررات انسحاب الحركات الليبرالية من الميدان ؟!. ولنفرض جدلاً أن هناك لافتة قد ارتفعت تتضمن شعارات دينية . فهل يجب أن نحجر على المصريين ونمنعهم من التعبير عن آرائهم . إن الديمقراطية تقوم على التعددية والتنوع، ومن المؤكد أن الكثير من يتطلعون إلى تحقيق أهداف أكبر مما تتحمله المرحلة، أو تم الاتفاق عليه بين اتجاهات الحركة الوطنية .. وهؤلاء من حقهم أن يعبروا عن آرائهم فالميدان ملك للجميع لكن الحقيقة التي ظهرت بوضوح هي قوة التيار الإسلامي، وخاصة الإخوان المسلمون، وهذه الحقيقة هي التي أدت إلى الهجوم الشامل الذي شنته وسائل الإعلام ضد الإخوان، ومسلسل الصراخ والعويل الذي قدمته الفضائيات المصرية خاصة تلك الفضائيات الجديدة . لكن في الليلة نفسها جاء ذلك الحادث الغريب حيث جاءت مجموعة من السيارات تحمل رجالاً ملثمين إلى ميدان الحرية بالعريش وقاموا بإطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف وقذائف المدفعية ومن الواضح أنهم استهدفوا ضباط الجيش، وكانوا يرفعون لافتات سوداء تطالب بإمارة إسلامية !!. وبشكل متسرع بدأت إدانة التيار الإسلامي بشكل عام وبدون تحديد وهو يحتاج إلى دراسة لسلوك وسائل الإعلام في هذه الفترة . في اليوم الثاني استطاع الجيش المصري أن يقبض على مجموعة من هذه العصابة فاعترفوا بأنهم ينتمون إلى جناح محمد دحلان الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع الموساد لكن بعض وسائل الإعلام أشارت إلى هذه الحقيقة وبعضها تجاهله لماذا ؟!. هذا يوضح أننا لابد أن نتسلح بالوعي لنحمي ثورتنا، ولندافع عن حقنا في تحقيق الديمقراطية فالوعي أهم أسلحتنا في مواجهة المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية .