26 أكتوبر 2025
تسجيلفي دروب الحياة المتعرجة، حيث تتناثر أقداري كأوراق شجر هائمة في مهب الريح، أجدني أسير على خيوط الأمل المنسوجة بدقة، مترقبًا أن يتناغم القدر معي يومًا. لكن كيف للحظ العاثر أن يكف عن ملاحقتي كظل لا ينفك عن صاحبه؟ تجلت في مرآة الأيام صور شاحبة لأحلام وأمنيات كادت تلامس أطراف النجوم، لولا أن الرياح العاتية للظروف شاءت أن تجرفها بعيدًا. سبرت أغوار ذاتي مرات ومرات، بحثًا عن نبراس يهدي خطاي وسط هذا الزخم من العثرات، لكن كلما أضاءت بصيصًا من نور، تهاوت فوق رأسي صخور الخيبة. أدركت أنني محاط بهالة من النحس المقدر، وكأن الكون قد تواطأ علي في جلسة سرية، لينسج لي هذا المسار المليء بالمتاهات. كم من مرة استجمعت فيها شتات قلبي، ورممت ما تهدم من آمالي بعرق الجهد، لكن النكبات كانت تتسلل إليّ بخفة لص محترف لتسرق مني زهو الإنجاز. كنت أحيانًا أتمرد على قسوة الحظ العاثر، أرفع هامتي في وجه الرياح متحديًا قيود الفشل. ومع ذلك كانت الحياة تردني إلى أدراج الواقع البائس، بصفعات متتالية تذكرني بمكانتي في دوامة العدم. هل أنا مسير على مسار محتوم، أم أنني مجرد بيدق في لعبة القدر؟ تلك الأسئلة كانت تتردد في أروقة عقلي كصدى لا يعرف الخفوت. وفي كل ليلة تحت ستار النجوم، كنت أتراءى لنفسي محاربًا في ساحة خالية متكئًا على سيف من إرادة تتكسر حدته أمام صخور القدر. ربما في نهاية هذا الطريق الملتوي سأجد معنى لهذا الحظ العاثر، ربما سيتحول إلى بوصلة تقودني إلى مغزى أعمق للحياة. وحتى يحين ذلك الوقت سأظل أزهر بين ركام العثرات كزهرة برية تأبى الانحناء، محاطًا بهالة من الحظ العاثر، مستمرًا في التحدي حتى النهاية.