23 سبتمبر 2025
تسجيلالمتتبع لتطورات القضية الفلسطينية يجد أنها أمام مرحلة مفصلية في تاريخها تستهدف تصفيتها نهائياً، خاصة بعد طرح صفقة القرن بمباركة دول عربية، وفي مقدمتها السعودية والإمارات ومصر، وباتت الأدوار التي تقوم بها تلك الدول الثلاث جلية في هذا التوجه الخبيث والتآمري على أهم قضية للأمتين العربية والإسلامية. ورغم دعم الشعوب العربية والإسلامية لقضية فلسطين، فإن الرياض وأبوظبي لم تعدا تخفيان توجهاتهما الداعمة لإسرائيل ولصفقة القرن، وهو ما يجعلهما في مواجهة شعوب العالم ضد خطة الاحتلال الإسرائيلي لالتهام وضم أراضي الضفة الغربية والأغوار في إطار الخطة المعروفة بصفقة القرن. ومن الواضح للقاصي والداني أن الدعم السعودي الإماراتي لتلك الصفقة لم يكن وليد الصدفة، بل إن مسؤولي الرياض وأبوظبي أخذوا على عاتقهم مسؤولية الترويج لتلك الصفقة المشؤومة على حساب شعب أعزل يكابد ويلات الاحتلال منذ سنوات، وهو ما يثبت أطروحة أن السعودية والإمارات ومصر يعملون لصالح تكوين تحالف إقليمي يكونون أطرافاً فيه بالتعاون مع إسرائيل، مدعين أن ذلك من ضرورات الأمن الإقليمي، رغم أن الهدف الحقيقي هو الحفاظ على سلطتهم وحكمهم مهما كان الثمن. إن تغير المواقف وظهور النوايا والتصرفات المشينة إلى العلن سيما ما يخص الرياض وأبوظبي في علاقاتهما مع إسرائيل، ينبع من تبني المواقف الإسرائيلية تماماً وبشكل خاص منذ عام 2015، حيث كان التحول غريباً في سياسات الدولتين اللتين انتهكتا كل المحرمات في علاقاتهما الخارجية وضربتا عرض الحائط بكل المواقف التاريخية التي أخذها الآباء والأجداد تجاه القضية الفلسطينية. ما يفسر لنا سبب مضي إسرائيل قدماً في خطة ابتلاع الأراضي الفلسطينية، هو ذلك الموقف السعودي الإماراتي الداعم لتل أبيب في تصرفاتها، في الوقت الذي نجد فيه دولة قطر رافضة لكل تلك السياسات الإسرائيلية التي لن تحقق الأمن والاستقرار. ويشهد التاريخ أن الدوحة ظلت وما زالت داعماً قوياً للقضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية، والتوجه الأخلاقي والإنساني من جهة أخرى.