10 سبتمبر 2025

تسجيل

ما الذي تعرفه عن يوم العيد؟

05 يوليو 2016

تَكثُر الكلمات المُودعة لشهر اعتدنا عليه بكل تفاصيله وخرج مُحملاً بأعمال لا يعلمها إلا الله، أقبلنا عليها وتقدمنا بها؛ كي نكسب الأجر والثواب، ونسأل الله أن تكون من أسباب الفوز بالجنة (اللهم آمين)، فهي تلك التي تكللت بجهود بذلناها وتعيش حالة من الترقب لكل ما سيقابلها، وتلخصه حقيقة أن المرء منا لن يدرك روعة ما قد تقدم به إلا في حالة واحدة، ألا وهي: أن يكون كل ما قد بذله بنية خالصة لوجه الله تعالى، وبفعل لم يتمسك بذيل (التردد)، بل تجاوزه وشق طريقه دون أن يلتفت لكل ما قد وُجِد؛ كي يشغله فينشغل به، وهو كل ما سيفوز من بعده بفرصة إدراك روعة ما قد تقدم به؛ ليكون بذلك قد فاز بالأجر وحاز على أعلى درجاته، ولكم أن تدركوا معنى أن يتحقق ذلك، ومعنى أن تفتخر النفس بما جاءت به، وستعيش كي تأتي بما هو أفضل منه وسيُغير حياتها للأفضل، الذي لن تدركه سواها من تلك النفوس التائهة، التي تظن أن الخير في هذه الحياة الدنيا؛ لتعبث كما يحلو لها، دون أن تفكر في يوم الحساب؛ لانجذابها إلى أمور أخرى لا طائل منها، فهي ذات مُتعة وهمية ولحظية لا خير فيها، متى انقشعت وعاد الصواب إلى صوابه، انصدمت تلك النفوس بحقيقة أنها لم تتقدم بأي جديد سمح لها بأن تبرح مكانها لمكان أفضل، فهي متجمدة حيث هي، ولن تتحرك حتى تخضع لجلسة مُحاسبة ذاتية ستبدأ متى شعرت بالغضب وهو يطل عليها؛ كي يُعنفها على ما كان منها من تقصير لم يصل بها حيث تريد، والحق أن ذاك النوع من الغضب هو كل ما تحتاج إليه؛ كي تستيقظ، وتبدأ بالتفكير بما فعلته، ومن ثم التفكير بكل ما لم تفعله ويجدر بها فعله دون الاستسلام لفكرة أن الوقت قد فات، (نعم) قد رحل رمضان، ولكن ذلك لا يعني أنها لا تستطيع التقدم بأعمال صالحة سترفع من درجاتها، ولا يعني أن التغيير لا يملك الحق بطرق بابها، بل وعلى العكس تماماً، يجدر بها التفكير بالأمر على أنه فرصة جديدة؛ لبداية جديدة ستعوض فيها كل ما قد فاتها إن شاء الله، ويكفي أن تبدأ من هذه اللحظة، التي وإن أقبلت عليها فلن تفر منها أبداً، خصوصاً متى قررت فعل ذلك بشيء من الجدية والحزم، دون أن تلتفت لكل ما سبق له وأن شغلها وأخذها بعيداً عن المكان الذي يجدر بها بأن تكون فيه. ما الذي تعرفه عن يوم العيد؟ يوم العيد هو يوم الاحتفال بالأعمال التي تقدمت بها لنفسك، ولصحيفتك التي لا يدرك ما تحفظه سواك، والمشاركة فيه بحب ستكون متأثرة بما كان منك، فإن كان خيراً كُتب لك أن تقف في صف كل من تقدم بخير مثلك؛ لتتلاحم الفرحة وترسم لوحة جميلة ستخلد لحظات أجمل بإذن الله تعالى، فما أروع أن تشعر بذلك؛ ليكون لك، وما أقبح أن تكون بعيداً كل البعد عنه وعنها تلك اللحظات رغم قربك ممن يعيشها، وهو ما سيكون لك متى قصرت، وكان عملك ناقصاً لن تسعد به، بل ستعيش بفضله أتعس لحظات حياتك، التي لن تتجاوزها حتى تسلم نفسك لذاك (الغضب المفيد)، الذي يتوجب عليك تقبله، ولن يُعيبك أي شيء إن طاوعته، فهو أكثر ما يمكنه مساعدتك على تجاوز مشكلتك، التي أجبرتك على (البقاء حيث أنت)، فهو (والحديث عن ذاك الغضب) يعمل وسيعمل كمُحفز يُحركك من الداخل؛ كي تتحرك (أنت) من الخارج وفيه، أي وسط المحيط الذي يحتضن وجودك، وسبق له وأن أجبرك -وإن كان ذلك بشكلٍ (اختياري)- على تقبل فكرة فعل ما تود فعله بعيداً عن كل ما يجدر بك فعله من الأصل؛ لتعود ومن بعد حيث يتوجب عليك بأن تكون، ولكن بعد أن تسأل ذاتك عن سبب التقصير، وتبحث في هذا الأمر جيداً حتى تخرج بإجابة شافية سيشتعل معها حماسك؛ لتقرر مغادرة تلك البقعة التي لطخت صفحتك بتقصير ما كان ليكون منك متى نبذته منذ البداية المُطلقة. لا حاجة لتلك الابتسامة الوهمية كتبت هذا المقال يوم أمس، وقبل أن ندرك إن كان الغد (أي يومنا هذا) هو يوم العيد أم لا، وحرصت على أن يصل كل ما فيه للجميع؛ لأنه من القلب والأمل بأن يصل إلى القلب أيضاً؛ لذا فكروا فيه جيداً: يترقب العيد منا الاندماج فيه بفرحة حقيقية تتجاوز حدود (الابتسامة الوهمية)، وتنبعث من الأعماق حيث القلب، الذي وإن قُدِر له بأن يكون طيباً فستكون كل أعمالنا كذلك؛ لندرك منها ومعها كل الخير الذي سيكون لنا ولكم متى قررنا وبادرنا بأعمال خالصة لوجه الله تعالى لابد وأن تكون، وإنها لدعوة قلبية بأن يتحقق ذلك فعلاً من هذه اللحظة. وأخيراً كل عام وكل من تقدم بخير عمل إلى الله أقرب.