20 سبتمبر 2025
تسجيلالعملية الانتحارية التي استهدفت المسجد النبوي الشريف، مساء أمس، تبرهن مجددا أن الإرهاب الأسود لا دين له، فليس أقدس من مسجد النبي، وليس أطهر وأعظم من المدينة المنورة، لما تحويه من رموز هذا الدين الحنيف. إن هذا الفكر الذي يبيح قتل الأبرياء من المصلين والصائمين لله الواحد الأحد، لهو أهم برهان على كفر هؤلاء الإرهابيين، وخروجهم عن ملة الإسلام. هذا هو أول تفجير انتحاري يقع في منطقة قريبة من المسجد النبوي الشريف، بما يعني أن هناك تطوراً ملحوظاً في استهداف مقدسات المسلمين من ناحية، واستهداف السعودية بذاتها من ناحية أخرى. فأمس فقط وقع تفجيران نفذهما انتحاريان قرب مسجد في منطقة القطيف، كما فجر انتحاري نفسه بالقرب من القنصلية الأمريكية في جدة. بما يعني أن المملكة هدف رئيس في موجة الإرهاب الجديدة.هذه الموجة من الإرهاب، تحتاج إلى تضافر دولي حقيقي في مواجهتها، وهو الموقف القطري الراسخ حيال جهود مكافحة التطرف والإرهاب، وإدانة كافة أشكاله وصوره، ومعالجة أسبابه وجذوره، التي منها العدوان، والاحتلال، وإنكار حق الشعوب في تقرير مصيرها، وغياب العدالة السياسية والاجتماعية والتهميش.كما تؤكد الدوحة ـ دائماً ـ على عدم ربط الإرهاب بدين أو عرق أو ثقافة معينة، والتشديد على أن سياسات بعض الأنظمة الديكتاتورية، قد أسهمت في تنامي خطر الإرهابيين في المنطقة برمتها، وهو أمر يحتاج لعلاج حاسم.