15 سبتمبر 2025
تسجيلاعتدنا في العالم العربي أن رأي المواطن ليس ذا قيمة تذكر، فكم تكلمنا وتكلم الكثيرون وقلنا يا جماعة الخير الخطر قادم فلا محال منه شئنا أم أبينا، فالكوارث التي بفعل بني البشر تجتاح العالم العربي من كل حدب وصوب، والقتل أصبح مهنة من لا مهنة له والحمقى مثيرو الفتن يتزايدون يوماً بعد يوم والمجتمعات الآمنة لن تبقى كذلك فسوف يجتاحها هذا الإعصار والذي نسأل الله جل في علاه أن يحفظ بلداننا من شره، والمجتمعات تريد تحصينا فلم يعد هناك متسع من الوقت فلنبدأ من الآن، فنحن نعلم بأن في خليجنا الكثير من الأخيار ممن يملكون أسلوب الإقناع بالتي هي أحسن ولهم تأثير بالغ و شعبية كبيرة وخاصة في فئة الشباب أمثال مشايخنا الخليجيين الذين لا يتلونون وليس لهم أكثر من وجه وإنما وجه واحد يُعرفون به، لكن بدل أن نحتوي هؤلاء الأخيار ناصبتهم بعض الدول العداء وضيقوا عليهم وسجنوا بعضهم ومنعوا بعضهم وسحبوا جنسيات بعضهم وشُوهت صورهم عبر وسائل التواصل وكيلت لهم أنواع شتى من التهم وإنهم لديهم أطماع في السلطة وتأجيج الرأي العام على الحكام لإحداث فجوة بينهم وبين شعوبهم، فبالله عليكم من هو الأحمق الذي يفكر في هذا الأمر بعد الذي حصل في العالم العربي؟ وخصوصاً أن الشعوب الخليجية في وضع كريم وتنال حقوقها في بعض الدول كاملة وفي الأخرى دعنا نقول أكثرها والكمال لله وحده فلماذا نترك العلاج الناجع الذي هو في أيدينا ونحن في أمس الحاجة له هذه الأيام؟ وبعد أن قام البعض منا بأفعال غير مسؤولة في بيوت الله ضد فئة قد نختلف معها في بعض المسائل لكن هم إخوة لنا في الدين وطيف من أطياف مجتمعاتنا منذ الأزل فلا يجوز بحال من الأحوال أن تطالهم مثل هذه الأفعال غير المسؤولة؟ فياليت دول الخليج تستقطب أبناءها وتفتح معهم صفة جديدة مبنية على الحب والإخلاص لله ورسوله والأوطان والود بين الحاكم والمحكوم والسمع والطاعة لولاة الأمر إلا في معصية الله ورسوله، ويتم عقد اجتماع بين علمائنا هؤلاء ووزراء الأوقاف ويتم تكليفهم بتنوير الشباب وإرساء قواعد الدين الصحيحة وتنوير بصيرة هؤلاء الشباب، كي لا يُغرر بهم ويتم زجهم في أنفاق مظلمة يضرون بذلك أنفسهم وغيرهم وبلدانهم كالذي حصل في بلدينا السعودية والكويت، فكم إنسان سمع كلمة من صادق منعته من أشياء كاد أن يفعلها، وكم نصيحة أثرت فيه إيجابا بعد أن فهما فهماً خاطئاً، فالموعظة الحسنة ما دخلت في شيء إلا زانته، فعليكم بالعلماء ورثة الأنبياء فالحل بيد الله ويدهم وليس بالقبضة الحديدية ولا بالسجون والمنع والملاحقات فكل ذلك أثبت فشله الذريع وقد يكلف الحكام غضبا من الله ورسوله والتجارب من حولنا كثيرة، فالنظر لما يحدث في مصر كم كلف من دماء وتحمل البعض منهم آثاما لا طاقة لهم بها وربما لا تغتفر وفي النهاية عقاب أليم لا يُقاس بما فعلوه، كذلك في سوريا والعراق وفي ليبيا، وليكن في علمكم أن هناك فئات من الناس وبفهمهم الخاطئ تستهويهم أفعال بعض المجموعات المتشددة وربما يتبنون أفكارهم فناقوس الخطر قد دق وهو يزيد كل يوم، وآخر الكلام خيراً فعلت قطر بدعوة علمائنا الخليجيين ينورون عقول الشباب بالفهم الصحيح للدين وما على المؤمن من واجبات وحقوق يقوم بها تجاه نفسه وغيره ووطنه ودينه ويضعون بذلك سياجا على المفاهيم المغلوطة التي انعكاساتها جد خطيرة، فالدعاة خير من هؤلاء المفسدين في الأرض الذين تفرش لهم الدروب بالورود وبالدولار ومرحب بهم أينما حلوا ونزلوا وهم خراب الأمة ولا يساوون عند الله قرشا أحمر .