14 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف تلون حياتك؟

05 يوليو 2014

تفرض علينا هذه الأيام الفضيلة التي تزخر بجو روحاني ساحر حالة من (السلام الداخلي)، الذي نعيشه مع كل لحظة تمر علينا ونحن إلى الله أقرب، من خلال أعمالنا وممارساتنا اليومية، التي نُقبل عليها ونية القلب أنها (لله)، فنجد أننا نتجاوز، نسامح، ونفضل تقليص ما لا يستحق منا تعظيمه، خاصة وأن لا شيء يستحق ذاك التعظيم سواه العظيم جل شأنه، والجميل أننا وحين نصل إلى تلك المرحلة نصبح أكثر إدراكاً بأن لا شيء يستحق منا أي شيء سوى البذل في سبيل الله تعالى، ومع بلوغ هذه الدرجة من التعقل نشعر بالسلام الذي سيجعلنا نحلق بين البشر في سماء النفوس الصافية، وبينها تلك النفوس؛ لينصب في المقابل كامل تركيزنا على التفكير بالكيفية التي ستجعل أيامنا أفضل وأجمل بكثير، وهو ما يهمنا إدراكه دوماً؛ لأن بلوغ ذلك وتحقيقه من أهداف صفحة الزاوية الثالثة، التي حرصت على تسليط الضوء على ضرورة التعرف على كيفية تلوين صفحة حياتنا الرمضانية هذا العام وكل عام، وهو ما قد اعتمدنا فيه على ما وردنا من خلالكم.لون حياتك في رمضانللألوان تأثيرها الجلي على النفوس؛ لذا فإن اللون الذي يفتح شهيتها يجعلنا نُقبل أكثر على الحياة، والعكس مع اللون الذي يُخمد كل رغباتنا ويخنقها في مهدها، ويجدر بنا الابتعاد عنه هذا اللون حتى لا يكون ذاك التأثير السلبي علينا، وهو ما يعتمد على جهود كل واحد منا، وقدرته على تلوين حياته بما يُسعده ويُثير البهجة في قلبه، مما يعني أن الأمر كله بيدك، ولكن حرية ما ستحصده في نهاية المطاف ليست متاحة.كن مُبادراًكي تلون حياتك فأنت بحاجة إلى المبادرة، التي يجدر بها أن تكون من الأعماق، إذ يكفي أن تُبادر بكل ما هو خير؛ كي تحصد الخير كله، وإن كان ذلك بعد حين، وهو ما سيتطلب منك الكثير من الصبر؛ لنيل المُراد، الذي ستحظى به إن شاء الله إن تمكنت من تحديد ما تريد، ومن ثم تبذل الصبر؛ كي تنال ما تريده أصلاً بإذن الله تعالى وفضله عليك.من همسات الزاوية الثالثةلربما يُحزنك ما قد كان منك من قبل؛ ليشغل بالك ويُجبرك على التفكير به كل الوقت دون أن تتمكن من الالتزام بمهامك التي تنتظر منك لحظات فقط؛ كي تتفرغ لها بما يُرضي الله، ولربما يكون الزمن قد مضى بعيداً عنك وأنت لا تدرك ما يجري حولك، ولربما تقف؛ كي تسأل عن الماضي، الذي لن يعود لك أبداً، وتحسب بأنه سيفعل، ولربما ستلتهمك الحيرة حول ما يجدر بك فعله، دون أن تتمكن من تحديد ما يمكنك فعله، ولربما يكون هناك الكثير؛ لتفكر به، والحق أنه ما سيكون من حقك، غير أن كل ذلك لا يعني أنه يجدر بك التفرغ له، دون أن تسمح لذاتك بأن تبدأ من جديد، وتحديداً من هذه اللحظة، التي يجدر بها أن تحظى بكامل اهتمامك، خاصة وأننا في قلب هذا الشهر الفضيل، الذي لن يعود لك من جديد بكل ما فيه من خيرات لابد أن تفوز بها، بالتفرغ التام لها، قبل أن ينفلت منك الوقت تماماً، ويمنعك من اللحاق به واستعادته من جديد. إن رمضان صفحة قائمة بذاتها في حياتنا؛ لذا يجدر بنا الاهتمام بهذه الصفحة، وتلوينها باللون الذي سيجعلها أجمل الصفحات على الإطلاق، الصفحة التي لن ننساها أبداً بفضل كل ما قد وُجد فيها، وسيكون فيها، بفضل من الله علينا؛ لذا فلنحرص على تلوين هذه الصفحة بما تستحقه ويليق بنا، وليوفقنا الله على فعل كل ذلك على خير وجه (اللهم آمين).