13 سبتمبر 2025
تسجيلروى ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع بإسناده عن (نافع عن ابن عمر قال: ما شبعت منذ أسلمت). وروى بإسناده عن محمد بن واسع قال: ( من قلّ طعمه فهم وأفهم وصفا ورقّ )، وإن كثرة الطعام ليثقل صاحبه عن كثير مما يريد. وعن أبي عبيدة الخواص قال: (حتفك في شبعك وحفظك في جوعك، إذا أنت شبعت ثقلت فنمت استمكن منك العدو فجثمّ عليك، وإذا أنت تجوعت كنت للعدو بمرصد ). وعن عمرو بن قيس قال: (إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب). وعن سلمة بن سعيد قال: ( إن كان الرجل ليعير بالبطنة كما يعير بالذنب يعمله). وعن بعض العلماء قال: ( إذا كنت بطينا فاعدد نفسك زمنا حتى تخمص). وعن ابن الأعرابي قال: كانت العرب تقول: (ما بات رجل بطينا فتم غرمه ). وعن ابي سليمان الدارني قال: ( إذا أردت حاجة من حوائج الدنيا والآخرة فلا تأكل حتى تقضيها، فإن الأكل شهوته هي الغالبة). قال: وحدثني الحسن بن عبدالرحمن قال: قال الحسن أو غيره: ( كانت بلية أبيكم ادم عليه السلام أكلة، وهي بليتكم إلى يوم القيامة ). قال: وكان يقال: ( من ملك بطنه ملك الأعمال الصالحة كلها). وكان يقال: ( لا تسكن الحكمة معدة ملأى). وعن عبدالعزيز بن أبي داوود قال: (كان يقال ثلث الطعام عون على التسرع إلى الخيرات ) وعن قثم العابد قال: كان يقال: (ما قل طعم امرئ قط الا رقّ قلبه ونديت عيناه ). وعن عبدالله بن مرزوق قال: (لم نر للأشر مثل دوام الجوع، فقال له ابو عبدالرحمن العمري الزاهد: وما دوامه عندك؟ قال: دوامه أن لا تشبع أبدا، قال: وكيف يقدر من كان في الدنيا على هذا؟ قال: ما أيسر ذلك يا أبا عبدالرحمن على أهل ولايته من وفقه لطاعته لا يأكل إلا دون الشبع هو دوام الجوع ). ( ويشبه هذا قول الحسن لما عرض الطعام على بعض أصحابه فقال له: أكلت حتى لا أستطيع أن آكل، فقال الحسن: سبحان الله وما يأكل المسلم حتى لا يستطيع ان يأكل ). وروى أيضا بإسناده عن أبي عمران الجوني قال: كان يقال: (من أحب أن ينور قلبه فليقل طعمه ). وعن عثمان بن زائدة قال: ( كتب إلى سفيان الثوري: إن أردت أن يصح جسمك ويقلّ نومك فأقلل من الأكل). وعن ابن السماك قال: خلا رجل بأخيه فقال: (أي أخي نحن أهون على الله من أن يجيعنا إنما يجيع أولياءه ). وقال أبو سليمان الداراني: ( إن النفس إذا جاعت وعطشت صفا القلب ورقّ، وإذا شبعت ورويت عمى القلب. وقال: مفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخره الجوع، واصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل، وإن الله ليعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، وإن الحق عنده في خزائن مدخرة فلا يعطى إلا من أحب خاصة، ولأن أدع من عشائي لقمة أحب إليّ من أن آكلها ثم أقوم من أول الليل إلى آخره )وقد ندب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى التقلل من الأكل في حديث المقدام وقال ("حسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه"). وفي الصحيحين عنه- صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء" ) والمراد أن المؤمن يأكل بآداب الشرع فيأكل في معي واحد، والكافر يأكل بمقتضى الشهوة والشدة والنهم فيأكل في سبعة أمعاء، وندب - صلى الله عليه وسلم - مع التقلل من الأكل والاكتفاء ببعض الطعام إلى الإيثار بالباقي منه فقال: (طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الأربعة )، فأحسن ما أكل المؤمن في ثلث بطنه وشرب في ثلث وترك للنفس ثلثا كما ذكره النبي- صلى الله عليه وسلم - في حديث المقدام، فإن كثرة الشرب تجلب النوم وتفسد الطعام.