19 سبتمبر 2025

تسجيل

الانتفاضة الثالثة

05 يوليو 2014

الغضب العارم الذي يعم الأراضي الفلسطينية حاليا ردا على العدوان المتواصل من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، ليس مستبعدا أن يؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية.كل المؤشرات والإرهاصات تقول إن ما يجري في الأراضي المحتلة يقود إلى طريق الانتفاضة .. غير أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تعزز فرضية اندلاع الانتفاضة الشعبية. أول هذه العوامل وأخطرها استمرار قصف إسرائيل لكل ما هو فلسطيني ومصادرة الأراضي والممتلكات وقبل ذلك مصادرة الحق في الحياة، حتى إن الصهاينة لم يستثنوا في ذلك الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقد أحيا تقرير أخير نشرته "لوفيغارو" الفرنسية التحقيق في ملف اغتيال عرفات من جديد بعد أن كشفت تحقيقات القضاة الفرنسيين أدلة جديدة حول القضية تشير إلى تورط الاحتلال في هذه الجريمة.ثاني هذه العوامل صمت الحكومات العربية والإسلامية غير المفهوم وغير المبرر، فلا تحرك لأجل الدم الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية التي تدنس يوميا من قبل المستوطنين الصهاينة تحت حماية جيش الاحتلال، ويمنع الفلسطينيون من أداء الصلاة في الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، يتزامن مع صمت دولي، فلا نسمع في أحسن الحالات إلا بيانات الشجب والتنديد والإدانات المعتادة لإبراء الذمة أمام الشعوب، دون إجراءات ملموسة تقمع هذا الطغيان الصهيوني. وثالث العوامل هو انسداد الأفق السياسي وانهيار المفاوضات مع تواصل بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين، الذي يدفع باتجاه الانفجار الشعبي، فإسرائيل باختلاقها المتكرر للعقبات، اغتالت أي أمل في إيجاد حل سياسي جدي للقضية الفلسطينية.ومع تصاعد مؤشرات الانتفاضة الشعبية، فإن المطلوب من الحكومات العربية والإسلامية التحرك سريعا، لبناء إستراتيجية جديدة لمؤازرة الشعب الفلسطيني وتوفير كل أشكال الدعم اللازم له لاستعادة حقوقه المشروعة، والضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين.