12 سبتمبر 2025
تسجيلفي اليوم 243 من العدوان الإسرائيلي على غزة، أي مع دخول الشهر التاسع من هذا العدوان الإسرائيلي وفي ظل الحملات العسكرية المكثفة على غزة واستمرار سياسة التدمير وسياسة الإبادة المتواصلة. عطفا على المشهد السياسي من الحرب المستمرة الى اليوم في غزة ورفح، قدم الرئيس الأمريكي لإسرائيل مقترحا بشأن إيقاف الحرب في غزة ودعوات وقف إطلاق النار لمدة ستة اسابيع. وفي هذا السياق أشارت وزارة الخارجية القطرية ان الاتصالات مستمرة من أجل إيقاف إطلاق النار. وأشارت ان المبادئ الواردة من جو بايدن توفر خارطة طريق لكلا الطرفين. ولابد من موقف واضح لهما في جولة مفاوضات سواء من الطرف الإسرائيلي أو حركة حماس. ولكن السؤال الذي يظهر اليوم هل سيكون هناك اتفاق بين إسرائيل وحماس بشأن الاسرى؟ الإسرائيليون يرون ان المحتجزين الإسرائيليين الذين لدى حماس، لا أهمية لهم مقابل انتصار لإسرائيل العظمى والقضاء على حماس. مقابل ذلك فإن الأسرى المحتجزين الذين قتلوا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية. هناك من يقول ان هذه الحرب على غزة جاءت رد فعل على أحداث 7 أكتوبر. جدير بالذكر ان احداث غزة وجهت أنظار العالم كله نحو غزة ورفح وما يواجه الفلسطينيين اليوم من إبادة جماعية لهم وظروف إنسانية قاسية تواجه النازحين. يرى الكثيرون انه من الضروري وقف الحرب وانهاء الكارثة الإنسانية وبالتتابع انسحاب إسرائيل من غزة وفق قرارات مجلس الامن. برغم التباين وعدم امتلاك نفس القوى العسكرية من خلال ضمانات ملزمة. يرى الكثير من المحللين ان الحرب ستطول لعدة أسباب منها سبب رئيسي انه من المستحيل ان تنتهي الحرب دون تحقيق أي نصر إسرائيلي. وذلك ما يحطم اسطورة البطل الإسرائيلي الذي لا يقهر وحركة حماس دمرت هذه الفكرة. كما أنه من الواضح ان الهدف من هذه الحرب الهمجية هو التهجير واستهداف واغتيال كل ما هو فلسطيني حي. حرب بلا أي قواعد اشتباك ويشمل ذلك كل ما تطاله الالة العسكرية الإسرائيلية. وتزايد الاستهدافات عن طريق المسيرات والغارات الإسرائيلية منازل الفلسطينيين. بالإضافة الى استهداف النازحين في المناطق التي تعتبر آمنة بحسب قول الإسرائيليين. بالإضافة الى ذلك اغتيال الصحفيين، حتى لا يتم نقل وجه الحرب البشع للعالم، كما أنه بالإضافة لذلك القصف الإسرائيلي للمربعات السكنية، وغارات اغتيال الطواقم الطبية التي تنقذ الجرحى الفلسطينيين. يقول السياسي اللبناني وليد جنبلاط: ان فكرة القضاء على حماس مستحيلة جدا كفكرة القضاء على فلسطين. وهذا ما يراه الكثير من المحللين السياسيين انه من غير المتوقع القضاء على حركة حماس مهما طال امد هذه الحرب. ان إعادة بناء هذا الدمار يحتاج سنوات من مستشفيات ومدارس وجميع المرافق الرئيسية والبنية التحتية وغيرها. ولكن الحياة تستمر وبرغم كل هذه التحديات الإنسانية والوضع الاقتصادي والغذائي والصحي المتدهور، بالإضافة الى ذلك سياسة الأرض المحروقة التي تواجه الفلسطينيين. السؤال هنا ماذا لو نجح وقف إطلاق النار أو هناك هدنة لتسوية والوصول الى السلام؟ ان الأمر بحاجة لتحرك عاجل لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة. في الحقيقة وبالرجوع الى النقطة الأساسية وهي ان هذه الحرب ستمتد على الأقل لستة أشهر أخرى وذلك لأن نتنياهو يسعى لتحقيق نصر معنوي ومادي إسرائيلي امام العالم بما يتناسب مع اسطورة إسرائيل التي لا تهزم. إن الصراع في إسرائيل وغزة معقد ويتغير بسرعة. ولكن الصمود الفلسطيني مستمر. اللهم اجعل لهم نصرا ومخرجا من عندك.