23 سبتمبر 2025

تسجيل

مكاسب متعددة حققتها قطر في منتدى سانت بطرسبورغ

05 يونيو 2021

المشاركة القطرية رفيعة المستوى، سياسياً واقتصادياً في منتدى سانت بطرسبورغ، تعكس نجاح الدولة الملموس في تحقيق الرؤى التي وضعها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والتي تهدف إلى تنويع موارد الاقتصاد وحشد الطاقات واشراك قوى المجتمع في التنمية والاعتماد على الخطط الإستراتيجية الهادفة والشاملة؛ لتعزيز الأداء الاقتصادي وكسب ثقة الاستثمار العالمي وارساء قواعد دولة المؤسسات والقانون والشفافية والرقابة والحرص على تجويد الأداء. وقد جاءت مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الجلسة النقاشية ضمن أعمال منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، عبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، ومعالي السيد سباستيان كورتس مستشار جمهورية النمسا. لتؤكد اهتمام دولة قطر بهذا المنتدى الاقتصادي الدولي حيث أوضح سمو الأمير المفدى، خلال الجلسة، أن دولة قطر من أكبر المستثمرين الأجانب في روسيا باستثمارات متنوعة تصل لأكثر من 13 مليار دولار، متطلعا سموه إلى مضاعفتها مستقبلا، ومؤكدا ثقة قطر في الاقتصاد الروسي، كما أشار سموه إلى أن السياحة المتبادلة بين البلدين تضاعفت خلال السنة الثقافية القطرية الروسية المشتركة عقب كأس العالم 2018. وأكدت تصريحات سموه قوة الاقتصاد القطري وما يملكه من مشروعات طموحة تتيح العديد من المشاريع المشتركة التي تعزز التعاون الاقتصادي الدولي. وفي مجال مستقبل الطاقة، أوضح سموه أن قطر تلعب دورا كبيرا في توزيع الغاز في أنحاء العالم وتستثمر فيه استثمارات ضخمة، مشيرا إلى أن إنتاجها من الغاز سيزيد بنسبة 40 في المائة مع عام 2026، وأن قطر تتعاون مع شركات عالمية في الطاقة بما فيها شركة روسنفت، مبينا سموه أن قطر ستستضيف في الأشهر القادمة مؤتمرا للدول المصدرة للغاز لبحث مستجدات الطاقة النظيفة والتعاون في هذا المجال. وقد وجد حديث سموه حول مسؤولية قطر الكبيرة تجاه البيئة كدولة تعتمد على الغاز والطاقة، ولذا كانت الركيزة الرابعة من ركائز رؤية قطر الوطنية تتعلق بالبيئة وحمايتها. ويمثل هذا التوجه صمام أمان أمام الاستثمارات الدولية في المنابر الدولية. وحدد خطاب سموه مجالات التعاون القطري الروسي التي تشمل تبادل الخبرات في المجال الرياضي، حيث أكد سموه استعداد قطر الكامل لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، وأن الإنشاءات والبنى التحتية المتعلقة بالبطولة لم تتأثر بجائحة كوفيد - 19، ومتقدمين على موعد الاستضافة بسنة ونصف السنة، مشيرا إلى أن قطر ستستضيف بطولة عربية في نوفمبر القادم وهي بمثابة تجربة قبل بطولة كأس العالم. المعروف ان دولة قطر ساهمت في دعم الجهود الدولية العلمية والانسانية، في مكافحة جائحة كورونا ومحاصرة التداعيات السلبية التي ترتبت عليها في عدد من دول العالم. ووجدت دولة قطر الاشادة والتقدير والثناء من الدول والشعوب والمنظمات الدولية، تقديرا لتلك الجهود المؤثرة في مواجهة الجائحة. ويعكس منتدى سانت بطرسبورغ قوة العلاقات القطرية الروسية، كما كشف المنتدى الموارد الاقتصادية التي تتمتع بها دولة قطر والتي محت النظرة التقليدية بان الدولة تعتمد على موارد الطاقة النظيفة فقط في أنشطتها الاقتصادية، لذلك يعد هذا التحول دليلا على النجاحات التي حققتها قطر في ميدان تنويع الموارد وتأمين الاستثمارات من خطر الموارد الواحد الذي تحيط به المخاطر الاقتصادية المتعددة. وبالفعل أدت هذه الثقة في الاقتصاد القطري إلى ما شهدته العلاقات القطرية الروسية في العقدين الأخيرين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، وخصوصاً في مجالي التجارة والاستثمار، حيث أصبحت دولة قطر تحتل مركزاً متقدّماً في قائمة المستثمرين الأجانب في روسيـا. وقد انعكست تأكيدات سمو الأمير على تصريحات ممثلي الشركات الكبرى في المنتدى، حيث أبدوا رغبتهم في تطوير الاستثمارات القائمة والدخول في استثمارات جديدة تعزز هذه العلاقات وتدفعها إلى مستويات غير مسبوقة تعود بالنفع على الشعبين. وأبدى المشاركون في المنتدى ارتياحهم لما قامت به دولة قطر خلال السنوات الأخيرة بتطوير وإجراء تعديلات محورية على العديد من التشريعات التي تعزز مشاركة القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، مما أسهم في خلق بيئة جـاذبـة للاستثمار. وزيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء والمستدامة، ومجالات أخرى من شأنها الإسهام في الحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي. والاستجابة إلى متطلبات الأسواق العالمية. ونوهت المواقع الإعلامية الروسية بكلمة سمو الأمير خاصة تأكيده بأنه لا يمكن لأية دولة أن تواجه وحدها كارثة بحجم جائحة كورونا، وأن الاستثمار في الأبحاث لمحاربتها ومنع حدوث مثيلاتها في المستقبل يجب أن يكون جهداً دولياً، وأنه على المجتمع الدولي العمل الجاد والدؤوب لتوفير اللقاح والعلاج للجميع، لا سيما الشعوب الفقيرة أو تلك التي تعاني من الاضطرابات والحروب فلا يجوز أن تخضع صحة الناس لقوانين السوق والتجارة العالمية. وقد رحب رجال الأعمال بالدعوة التي وجهها حضرة صاحب السمو إلى المستثمرين الروس والقطاع الخاص الروسي والعالم إلى استكشاف بيئة الأعمال القطرية الواعدة في كثير من المشروعات وفي شتى المجالات. خاصة ان 16 شركة عالمية كبرى قد شاركت في المنتدى وفي اللقاءات مع نظيراتها الروسية مما يمهد الطريق إلى علاقة سلسة ومفيدة للقطاع الخاص في البلدين. المشاركة القطرية في منتدى سانت بطرسبورغ الدولي جاءت قوية ومعبرة عن الفرص الاستثمارية التي تملكها الدولة والتي تشمل مجالات البنية التحتية والمواصلات والطرق والطاقة والتبادل التجاري والخدمات المختلفة. وكان المنتدى فرصة لتعريف المجتمع الدولي بالتراث القطري وملامح الحياة الاجتماعية والتراث الحضاري ولعل من أبرز النتائج الإيجابية لهذا النشاط التوقيع على اتفاق بين مكتبة قطر ومتحف بطرس الأكبر للأنثروبولوجيا. ولفت جناح الدوحة الأنظار بما احتواه من أنشطة تعبر عن تفاصيل المجتمع القطري وحياته والفعاليات التي شاهدها الضيوف، ومن بينها 14 فيلما عرضها الدوحة للأفلام. النسخة الرابعة والعشرون لمنتدى سانت بطرسبورغ كانت ناجحة وقد أضفى عليها الحضور القطري اللافت مزيدا من الألق والنجاح بفضل المساهمة الجادة والمتنوعة وبما تم عرضه من مشروعات وأفكار ورؤى لتعزيز العلاقات.